نص إجازتى الشيخ البنا الساعاتي والشيخ الكوثري لسماحة المفتي

من التراث العلمي العريق عند المسلمين هو الإعتناء بالأسانيد ، وحفظها ، وتوارثها عبر أجيال من أهل العلم والرواية ، ومنح الإجازات المكتوبة والموثقة لأهل الثقة والعلم.

وقد حرص سماحة المفتي في رحلته العلمية على التلقي من أهل العلم من مختلف المذاهب الإسلامية ، ومن مختلف أقطار العالم الإسلامي. وكان من حرصه على إستيعاب العلم والوصول إلى العلماء ، يتطلع إلى السفر إلى الهند ، تأسيا بأحد مشايخه الأوائل في أرتريا ، الشيخ العلامة صالح بن حامد الأبريعاوي (قاضي مدينة عدي قيح) الذي وصل إلى الهند في رحلته العلمية. ورغم أن السفر إلى الهند لم يتيسر لسماحته ، إلا إنه بحكم وجوده في القاهرة ، التي كانت مدينة العلم والعلماء ، فإنه قد تيسر له التتلمذ على كثير من العلماء ، والحصول على إجازة عدد منهم.

وننقل فيما يلي نص إجازتي إثنين من أبرز علماء العصر لسماحته ، وهما الشيخ عبد الرحمن البنا (المشهور بالساعاتي) والشيخ زاهد الكوثري ، وكلاهما قد أجازا له جميع مروياتهم. وإجازة الشيخ البنا المنقولة هنا تقتصر على أسانيده لمسند الإمام أحمد ابن حنبل ، أما إجازة الشيخ الكوثري فهي أوسع وأشمل وقد أوردناهما بتمامهما لفائدة أهل العلم والإختصاص الشرعي.

إجازة الشيخ عبد الرحمن البنا:

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ومعه كتاب بلوغ  الأماني من أسرار الفتح الرباني الجزء التاسع / Ahmad Abdurrahman al-Bana  As-Sa'ati | Perpustakaan STIBA Makassar

الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا المشهور بالساعاتي (1301- 1375 هـ الموافق 1885-1958م) من العلماء العاملين ، المشتغلين بعلوم السنة ، كان عالما بالحديث والفقه الحنبلي ، له عدة مصنفات في الحديث الشريف أهمها كتاب الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد ابن حنبل الشيباني وشرحه بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني. إتصل به سماحة المفتي وتتلمذ عليه ، ووصفه في مؤلفه قائلا : “العالم النحرير ، والباحث القدير ، الزاهد المتواضع ، والصالح العامل الشيخ أحمد ابن عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي….”. وفيما يلي نص إجازة الشيخ عبدالرحمن لسماحة المفتي:

بسم الله الرحمن الرحيم

نجوز بإجازتك يا ألله على بساط الحمد ، وتزيد شكرا فتزيدنا أجرا ، ونحمدك اللهم حمدا يليق بجلالك وعظمتك ، ونسألك أن تصلي وتسلم على أفضل خلقك سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين إنك حميد مجيد.

أما بعد:

فلما كان الإسناد من المزايا التي امتازت بها هذه الأمة لأن الآخذ به متمسك بحبل متين لا تنفصم عراه ، ولا يقع صاحبه في حيرة التلفيق والإشتباه ، لانتظام المرسل درايته في عقد مسلسل الفضلاء ، وكان منهم العالم والأستاذ الألمعي الشيخ إبراهيم المختار ابن أحمد عمر الجبرتي الزيلعي ، القاطن الآن بمصر ، وفقه الله تعالى لإرشاد العباد وسهل لنا وله طريق السداد ، فطلب مني الإجازة التي هى أمان عند اجتياز المفازة ، ولست أهلا لأن أستجاز…، إلا أنه حسن في ظنه أثابه الله ، وما يصح عني درايته من منقول ومعقول ، وأصول وفروع ، ولا سيما الأحاديث الشريفة والأثار المنيفة التي اشتملت عليها الجوامع والمسانيد والسنن والمعاجم ، أخص منها مسند الإمام أحمد ابن حنبل الشيباني رحمه الله تعالى ، وإيانا يبلغنا الأماني ، مما أجازني به شيخ العلماء ومفتي الفرات محمد ابن السيد سعيد ابن السيد أحمد العرفي الحسني ، فبعضه قراءة وبعضه سماعا وبعضه بالإجازة العامة. كما أجازني بذلك مفتي الديار الشامية السيد محمد بدر الدين الحسني ، عن السيد أبي الخير الخطيب ، عن الشيخ عبدالرحمن الكزبري صاحب الثبت الشهير ، عن والده محمد ، عن أحمد ابن محمد الحنبلي حفيد أبي المواهب ، عن جده أبي المواهب ، عن والده عبدالباقي ، عن عمر القاري ، عن البدر الغزي ، عن القاضي زكريا الأنصاري ، عن عبدالرحيم ابن محمد الحنفي ، عن أبي العباس أحمد الخوجي ، عن زينب ابن مكي ، عن حنبل الرصافي ، عن هبة الله الشيباني ، عن الحسين التميمي ، عن أبي بكر القطيعي ، عن عبدالله ابن أحمد ، عن والده الإمام أحمد أبن حنبل رحمهم الله تعالى.

هذا وأوصي الأستاذ المجاز بالتقوى ، ومجاهدة النفس ، وتفريغ القلب عن الأغبار ، وتطهيرها من سفاسف هذه الدار ، وملازمة الأذكار المأثورة والأدعية المأثورة ، مع الإخلاص في القول والعمل ، والإكثار من الصلاة والسلام على خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله نجوم الهدى ومصابيح الظلام ، وأن لا ينساني من دعوة صالحة ، أفاض الله عليه من فيضه المدرار ، ووفقه لخير العمل ، ووقاه من الشرور والفتن ، وأداره مع الحق حيث دار. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثير .

كتبه بيده الفانية أحمد عبدالرحمن البنا الشهير بالساعاتي.

إجازة الشيخ محمد زاهد الكوثري:

مراجعات | إجازة الإمام محمد زاهد الكوثري: لمفتي أرتيريا الشيخ المجاهد إبراهيم  المختار الزيلعي - أبجد

الشيخ محمد زاهد الكوثري التركي (1296-1371 الموافق 1879-1952) وكيل المشيخة الإسلامية في الخلافة العثمانية ،هاجر إلى مصر هربا من اضطهاد أتاتورك ، وكان عالما بالحديث والأصول والفقه الحنفي والفقه المقارن، توثقت الصلة بينه وبين سماحة المفتي ، وظل الإتصال مستمرا بينهما حتى بعد عودة المفتي إلى أرتريا. يقول سماحة المفتي في وصف الشيخ الكوثري: “هو العالم العلامة ، والحبر المحقق ، والإمام المدقق ، ناصر السنة النبوية ، وحارس العقائد الدينية ، وصاحب المؤلفات القيمة ، والتعاليق البارعة في شتى الفنون ، والبحر الذي إنتهت إليه الزعامة في علوم الشريعة المحمدية ، ولا سيما في الجرح والتعديل ، ومعرفة أحوال الرجال ، وتراجم العلماء ، وتاريخ الفرق الإسلامية ، ومناشئ إختلافهم وأسباب تعددها وتطورها. وكان مجلسه روضة العلم ، وكعبة للقصاد من جميع الأفاق ، وما زال يتحفني بنصائحه وإرشاداته في الغيبة والحضور إلى أن لبى نداء مولاه في يوم الإثنين 20 من ذي القعدة 1371هـ الموافق 11 من شهر أغسطس سنة 1952م في حي العباسية من ضواحي مصر ، وأوصى لي رحمه الله عدة كتب من مؤلفاته وصلتني في أرتريا ..” وفيما يلي نص إجازة الشيخ الكوثري:

بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثير ، اللهم يا سند الواصلين وواصل المنقطعين نحمد على تواتر آلائك وتتابع نعمائك ، نشهد أن لا إله إلا الله الفرد فيما أنعم والعدل فيما قضى به وحكم ، ونشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله وصفيه وخليله ، جامع أصول المفاخر ، ونهاية المحامد والمأثر ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه واتباعه وأحبابه ، ما أشرقت مشكاة مصابيح الهداية من مشارق أنوار الرواية والدراية.

وبعد: فإن أخانا العالم المقبل إلى الله تعالى المتضلع في العلوم بتوفيق الله تعالى الأستاذ اللوذعي الشيخ إبراهيم المختار أحمد عمر الجبرتي الزيلعي* ، كان الله له حيث ما يكون ورعاه في كل حركة وسكون ، أستجازني في مروياتي رغبة منه في وصل سنده بأسانيد مشائخنا ، فاستخرت الله وأجزته إجازة تامة شاملة وعامة متناولة لكل ما تحملته من مشائخي قراءة وسماعا وإجازة ووجادة وكتابة ، وخاصة بما تضمنته الأثبات التي أسوق الأسانيد إليها من كتب الصحاح ، والسنن والمسانيد والمعاجم والمصنفات والجوامع والمشيخات والأثبات والأجزاء ، وكتب التفسير ، والفقه على المذاهب وأصول الفقه ، وأصول الدين ، وعلوم الحديث ، وعلوم القرآن ، وكتب الرجال والتواريخ ، ومصنفات العلماء في شتى العلوم من معقول ومنقول ، وفروع وأصول ، بالأسانيد المحررة في الأثبات ، وبما لي من التقارير والتعاليق والمؤلفات مراعيا في جميع ذلك الشرط من التثبت والضبط ، رجاء دعوة صالحة تلحقني وشيوخي من السيد المستجيز ، والله سبحانه يتولى أمورنا بجاه حبيبه وآله ووفقنا وإياه لما يرضاه.

ولهذا العاجز شيوخ أجلة منهم العلامة النحرير النادر النظير من هو في العلوم ساعدي ويميني الشيخ إبراهيم حقي ابن إسماعيل ابن عمر الأكيني المتوفي سنة 1318هـ ، ومنهم الحبر البحر أبو الإخلاص على ابن زين العابدين ابن الحسن ابن موسى الألصعوني المتوفي 1336هـ ، وهما مدفونان بمقبرة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول ، وعليهما تخرجت في الصرف والنحو والبلاغة والأدب ، والمنطق وأداب المناظرة والحكمة ، والفقه وأصول الفقه ، وأصول الدين وأصول الحديث ، والتفسير ، وغير ذلك من العلوم بأن لازمتهما سنين عديدة ، فأجازني الأول مشافهة في مرض موته ، والثاني تحريرا وكتابة ولفظا عند إتمامنا العلوم على طبق وصية الأول بجميع مروياتهما. وهما تخرجا على العلامة المحقق شيخ مشائخ العاصمة الشيخ أحمد شاكر ابن خليل الإسطنبولي المتوفي 1315هـ ، عن الشيخ النحرير محمد غالب ابن محمد الأمين الإسطنبولي المتوفي 1286هـ ، عن العلامة الكبير الشيخ سليمان ابن حسن الكريدي المتوفي في حدود 1326هـ ، عن الشيخ إبراهيم ابن محمد الإسبير المتوفي 1255هـ ، عن الشيخ على الفكري بن محمد صالح الأخصنحوي المتوفي 1236هـ ،عن مشائخه الأربعة : الأول ، أستاذ الأساتذة وخزانة العلوم الشيخ محمد ابن يوسف الأضالي المتوفي سنة 1212هـ عن مئة سنة المعروف بمفتي زادة الكبير ، والثاني العلامة المحقق إسماعيل ابن مصطفى ابن محمود الكلمبوي المتوفي سنة 1205هـ ، فعلي الفكري تلقى العلم من الثاني بادئ ذي بدء فاستجازه فأجازه ، ثم تلقى العلم من شيخ شيخه مفتي زادة الكبير المذكور حيث عمر هذا بعد وفاة الكلمبوي بنحو 7 سنين فاستجازه أيضا فأجازه بجميع مروياته. وأما شيخه الثالث ، فهو العلامة المنيب العنتابي محشي السير الكبير ، وشيخه الرابع ، هو قاضي مصر الشيخ مصطفى الريزوي المعروف بدباغ زادة، فمفتي زادة الكبير تلقى العلوم عن أربعة شيوخ : أولهم ، والده يوسف ابن إسماعيل ابن عبداللطيف مفتي أضاليا ، تلميذ عبد الرزاق ابن مصطفى الأنطاكي ، تلميذ محمد اليماني الأزهري ، تلميذ عبدالحي الشرنبلالي . وثانيهم ، أحمد حازم ابن عبدالرحمن ابن عبدالله تلميذ مؤلف نشر الطوالع العلامة محمد المعروف بسجى قلي زادة المرعشي ، تلميذ حمزة الدارندي ، تلميذ محمد التفسيري ، تلميذ على الكوراني ، تلميذ الشيخ عبدالله الجزري ، تلميذ الشيخ أحمد المجلي ، تلميذ حبيب الله ميرازجان. وثالثهم ، أبوسعيد محمد ابن مصطفى الخادمي ، تلميذ العلامة أحمد قازا بادي ، تلميذ محمد التفسيري ، (ح) والخادمي أخذ أيضا عن والده ، عن محمد ابن أحمد الطرسوسي ، عن محمد ابن علي الكاملي ، عن الخير الرملي بأسانيده في الكتب الستة. ورابعهما ، المحدث المقري أبو محمد عبدالله ابن محمد الأماسي المعروف بيوسف أفندي زادة مؤلف نجاح القاري شرح صحيح البخاري في ثلاثين مجلدا المتوفي 1167هـ ، ومن جملة شيوخه سليمان الفاضل ابن أحمد المتوفي 1134هـ شيخ أياصوفيا ، تلميذ السبراملي ، والمزاجي ، والروداني ، والخير الرملي. ومن شيوخه أيضا علي المنصور المتوفي 1134هـ ، تلميذ المزاجي والسبراملي ، ومن شيوخه أيضا القاضي خليل ابن الحسن صاحب المؤلفات المشهورة المتوفي 1223هـ ، وهو أخذ عن الشيخ إبراهيم الكوراني صاحب الأعم. وأما العنتابي والريزوي فقد أخذا من العلامة الحافظ إسماعيل القونوي مؤلف الحاشية الكبرى على أنوار التنزيل ، وهو أخذ عن الشيخ عبدالكريم القونوي الآمدي ، عن عثمان الدوركي القيصري ، عن المحقق علي النشاري القيصري ، عن رجب ابن أحمد الآمدي ، عن مولانا عبدالرحمن الآمدي ، عن مولانا محمد أبن علي الآمدي المعروف بمنلا جلبي ، تلميذ محمد أمين الشرواني ، تلميذ حسين الخلخالي ، تلميذ مرزا جان الشيرازي ، عن جمال الدين محمود الشيرازي ، عن جلال الدين الداوني ، عن والده أسعد الدين الداواني ومظهر الدين ، كلاهما عن السيد الشريف الجرجاني ، عن محمد مبارك شاه المنطقي ، عن قطب الدين الرازي ، عن قطب الدين الشيرازي ، عن النصير الطوسي ، عن القطب المصري ، عن الفخر الرازي ، عن المجد الجيلي ، عن محمد ابن يحي النيسابوري ، عن الإمام الغزالي تلميذ إمام الحرمين ، (ح) وأخذ النصير أيضا عن فريد الدين داماد النيسابوري ، عن الصدر السرخسي ، عن أفضل الدين الغيلاني ، عن أبي العباس اللوكري صاحب بيان الحق ، عن الرئيس أبي علي إبن سينا ، وهذا سنده في المعقول.

وأما الحديث والفقه والتفسير فبالسند إلى الشيخ عبدالكريم الآمدي ، عن محمد اليماني الأزهري ، وهو يروي الحديث عن خليل ابن إبراهيم اللقاني ، عن أبيه ، عن سالم السهنوري. وأخذ اليماني أيضا عن محمد ابن عبدالباقي الزرقاني ، وأحمد المرحومي ، وهما عن محمد بن علاء الدين البابلي ، عن سالم السهنوري ،عن النجم القيطي ، عن زكريا الأنصاري بأسانيده في الصحيحين والنخبة وسند المواهب مذكورا في شرح الزرقاني. واليماني تفقه على الشيخ عبدالحي الشرنبلالي ، والشيخ عبدالرحيم المقدسي ، فأولهما يروي عن الحسن الشرنبلالي بأسانيده المعروفة ، والثاني يروي عن أحمد الشوبري ، تلميذ الشهاب الخفاجي بأسانيده المعروفة. وهذه الأسانيد على نزولها هي طرق التخرج في العلوم ، ورجالها بحور في العلم. وإني سمعت راموز الأحاديث خاصة من الشيخ المحدث الحسن ابن عبدالله القسطموني … عن 89 سنة ، وأجازني بمروياته عن مشائخه الأروادي ، والعقري ، والكمشخانوي جامع الراموز ، والشيخ أحمد حازم النوشهري ، فالأول ، هو السيد أحمد ابن سليمان الأروادي المتوفي سنة 1275هـ ، تلميذ ابن عابدين ، ومولانا خالد. والثاني ، هو الشيخ عبدالفتاح العقري صاحب مولانا خالد. والثالث ، أحمد ضياء الدين المتوفي سنة 1311هـ ، وهذا الأخير أخذ عن الأروادي ، ومصطفى المبلط المتوفي سنة 1284هـ ، ومحمد أمين الشهروي المتوفي سنة 1283هـ. والرابع ، أحمد حازم المتوفي سنة 1281هـ ، أخذ عن محمد أسعد إمام زادة ، عن محمد هبة الله ابن حمد ابن يحي البعلي التاجي المتوفي سنة 1224هـ بإسطنبول المدفون في مقبرة نوح قيوسى في إسكدار صاحب الأسانيد العالية ، وتلقيت العلوم أيضا عن والدي المتوفي سنة 1345هـ عن نحوي مئة سنة ، وله شيوخ منهم الكمشخانوي صاحب الراموز ، والشيخ موسى الإسترخاني المكي صاحب عبدالله الأرزنجاني المكي صاحب مولانا خالد ، ومولانا خالد أخذ عن مولانا عبدالعزيز الدهلوي ،عن والده الشاه ولي الله الدهلوي ، عن أبي طاهر محمد الكوراني ، عن أبيه صاحب الثبت ، وعن الحسن العجيمي المدون أسانيده في كفاية المستطلع. وقد عرضت أوائل الأثار للإمام محمد ابن الحسن الشيباني على الشيخ محمد صالم ابن مصطفى ابن عمر أبن مصطفى الآمدي وأجازني بثبت الشيخ فالح الظاهري مناولة ، وكان صحبه في الحجاز وأجازه بثبته مصححا على نسخته ، وشيخنا الآمدي هذا يروي هذا عن المحدث المسند الشيخ عبدالله ابن درويش السكري المتوفي سنة 1329هـ ،عن الشيخ عمر الآمدي المتوفي 1263هـ ،وهو أخر من إجازه الشيخ مرتضى الزبيدي فيما نعلم ، والشيخ عمر الآمدي هذا جد شيخنا محمد صالح يروي أيضا عن والده ، عن الشيخ عمر ابن حسين ابن علي الجامدي الآمدي ولي المفتي بآمد ، عن الشيخ عبدالنافع ، عن سجاقلي زادة السابق ذكر سنده ، ومن شيوخ سجاقولي زادة هذا الشيخ عبد الغني النابلسي. وقد سمعت المسلسل بالأولوية عن جماعة أجازوني إجازة تامة عامة منهم ، الشيخ صدر الدين القاضي ثم المدرس بالجامعة العثمانية ، وهو يروي عن محمد ابن سليمان الجوخدار ، عن سعيد الحلبي ، وابن عابدين بأسانيدهما ، ومنهم الشيخ علي زين العابدين الألسني والشيخ محمد ابن مصطفى العمري المتوفي سنة 1335هـ ، سمعه من الأروادي وأجازه بعض أصحابه بمرويات الأروادي ولم يحظى بالإجازة منه مباشرة ، كما إني سمعته من أستاذ الأساتذة الشيخ يوسف ضياء الدين التكوشي المعمر ، بدون أن أحظى بالإجازة منه مباشرة ، والتكوشي سمعه من الشيخ محمد ابن علي التميمي المغربي المتوفي سنة 1287هـ بإسطنبول ، وهو سمعه من الأمير الكبير ، فالتكوشي يشارك الألوسي المفسر في السماع من التميمي هذا. وممن سمعت منهم المسلسل بالأولوية وأجازوني بمروياتهم عامة الشيخ محمد ابن سالم الشرقاوي المعروف بالنجدي شيخ مشائخ الشافعية بالأزهر الشريف المتوفي سنة 1350هـ في ثاني محرم ، فإنه أجازني بمروياته عن مشائخه الثلاثة المبلط ، والسقاء ، والأنبابي ، بعد أن أسمعني المسلسل بالأولوية ، فالمبلط يروي عن الشنواني والأمير الكبير ، والشنواني عن على الصعيدي والشيخ مرتضى الزبيدي.

وهنا نسوق أسانيدنا في جملة من الإثبات ، أما ثبت الكمشخانوي وهو مختصر ثبت شيخه الأروادي فأرويه عن الشيخ حسن القسطموني وعن الشيخ الوالد كلاهما عن الكمشخانوي ، وأما ثبت الأروادي المسمى العقد الفريد في علو الأسانيد فأرويه بعلو عن القسطموني عن الأورادي مباشرة وعن الكمشخانوي عنه بواسطة وعن الوالد عن الكمشخانوي عنه ، وأما عقود الآلئ في الأسانيد العوالي لأبن عابدين فإلى الأروادي والجوخدار عنه، وأما ثبت حامد ابن أحمد ابن عبيد العطار فإلى الأروادي عنه ، وكذلك ثبت عبدالرحمن ابن محمد الكزبري ، وأما لطائف المنة في أثار خدمة السنة لأبي المعالي محمد بن عبدالرحمن الغزي والقول السديد في إتصال الأسانيد للشها أحمد المنيني وحلية أهل الفضل والكمال باتصال الأسانيد بكل الرجال لإسماعيل العجلوني فأرويها بالسند إلى حامد العطار عن أبيه عنه ، وأما ثبت عبدالرحمن الكزبري الكبير فأرويه بالسند إلى عبدالرحمن الكزبري الصغير عن أبيه محمد عنه ، وأما ثبت المفسر الألوسي فأرويه عن علي زين العابدين الألصوني عن أحمد شاكر ابن خليل عن محمد الرشيدي الشرواني عنه ، ويذكر الألوسي في إجازته لشرواني المسجلة في رحلته الكبرى أن له إجازة بما يزيد على 70 ثبتا. وأما ثبت الكريدي فعن الألصوني عن أحمد شاكر عن محمد ابن غالب عنه ، وأما حديقة الرياحين في طبقات مشائخنا المسندين والعقد الفريد في اتصال الأسانيد للعلامة المحدث الفقيه محمد هبة الله البعلي التاجي فإني أرويها عن القسطموني عن أحمد حازم عن إمام زادة عنه ، وكذلك أرويها بالسند إلى الكريدي عن أبي المحاسن يوسف ابن إسماعيل شيخ أيا صوفيا عنه وفي الثاني نزول ، وأما إنالة الطالبين لعوالي المحدثين للشيخ عبدالكريم الشراباتي فإلى هبة الله البعلي عنه ، وأما كفاية الراوي والسامع  للمحدث المفتي السيد يوسف ابن الحسين الحلبي فإلى هبة الله عن محمد بن صالح المواهبي الحنفي عنه ، وأما الدرر السنية فيما علا من الأسانيد الشنوانية للشيخ محمد بن على ابن المنصور الشنواني فإلى الشيخ مصطفى المبلط الأحمدي عنه ، وأما ثبت الشيخ علي الصعيدي وإثبات الشيخ مرتضى فإلى الشنواني عنهما ، فأما ثبت الأمير الكبير محمد ابن محمد المالكي فإلى المبلط عنه ، وأما ثبت الشيخ محمد ابن أحمد عقيلة المكي فإلى الصعيدي عنه ، وأما ثبت العلامة صالح ابن إبراهيم الجنيني فإلى هبة الله عنه ، وأما صلة الخلف بموصول السلف للروداني محمد ابن محمد بن سليمان المغربي صاحب جامع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد فإلى الجنيني عبدالغني النابلسي عنه ، وعنه أيضا بدون واسطة. وأما كفاية المستطلع للحسن العجيني وإثبات عبد الغني النابلسي فإلى الجنيني عنهما ، وأما فهرست ابن طولون فإلى الجنيني عن محمد بن علي المكتبي عن الشيخ أيوب ابن أحمد عن إبراهيم بن الأحدب عن الشمس ابن طولون ، وأما المطرب المغرب الجامع لأهل المشرق والمغرب للشيخ عبدالقادر ابن خليل التركي المدني عن صدر الدين القاضي عن محمد الجوخدار عن سعيد الحلبي عن إسماعيل ابن محمد بن صالح المواهبي الحنفي عنه ، وأما منتخب الأسانيد في وصل المصنفات والأجزاء والمسانيد في مرويات البابلي فإلى الزرقاني عن البابلي ، وأما ثبت أحمد النخلي وثبت عبدالله ابن سالم البصري فإلى هبة الله عن حامد العبادي عنهما، وفي هذا القدر كفاية .

وأوصي المستجيز ونفسي بالتقوى ، والتحري في الفتوى ، ومراعاة مراتب الرجال ، ولا سيما السلف الصالح.  قال علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه “استغن عمن شئت تكون نظيره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره” ، ولا تستنكفن إذا سئلت عما لا تعلم أن تقول الله أعلم ، ولا تأبين إذا لم تعلم الشئ أن تتعلم. وإياك أن تكون الفاتن أو المفتون ، بل كن في الفتنة كابن اللبون ، لا ضرع فيحلب ، ولا ظهر فيركب ، والله سبحانه وتعالى يتولى الأمور ، وهدانا بجاه حبيبه وآله ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

_______________________________

* الجبرتي الزيلعي: نسبة إلى رواق الزيالعة ورواق الجبرتة بالأزهر. لمزيد من التفصيل ، أنظر صفحة الحوادث من هذا الموقع.

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 5 =