صفة الخضر وحياته وموته

(فتوى رقم 22)

السؤال: ماهي صفة الخضر وهل هو حي أم ميت؟

الجواب:  إن صفة الخضر وحياته وموته ليست من الأمور المهمة التي تثار المسئلة حولها وتشن غارات الأقلام لأجلها. وللإشارة البسيطة إليها فإن العلماء إختلفوا في صفته هل هو نبي أو رسول أو ملك أو ولي أو عبد صالح كما اختلفوا في حياته وموته على قولين:

(الأول) إنه حي، وإليه ذهب كثير من العلماء، قال النووي في تهذيبه: “قال الأكثرون من العلماء هو حي موجود بين أظهرنا وذلك متفق عليه عند الصوفية و أهل الصلاح والمعرفة، وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن تحصر و أشهر من أن تذكر.”[1] قال عمرو بن الصلاح في فتاويه: “هو من الأحياء عند جماهير الخاصة من العلماء والصالحين والعامة معهم في ذلك وإنما شذ بإنكار ذلك بعض أهل الحديث.”[2]

(القول الثاني) انه ميت، وإليه ذهب جمهور المحدثين منهم محمد ابن إسماعيل البخاري واستدلوا على ذلك بوجوه منها حديث الصحيحين عن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته فلما سلم قال: أرأيتكم ليلتكم هذه؟ فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى من هو على ظهر الأرض أحد.”

وإن شئت بسط الكلام في ذلك فارجع إلى رسالتي “ضوء النضر في أخبار الخضر.”


[1] النووي، تهذيب الأسماء واللغات، دار الكتب العلمية، بيروت، ج 1، ص 177.

[2] ابن الصلاح، فتاوى ابن الصلاح، مكتبة العلوم والحكم – بيروت، الطبعة الأولى، ج 1، ص 185.

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *