خطاب المفتي في المطالبة بإنجاز وعد الحكومة ببناء مسجد محطة سكة الحديد بأسمرة
قضية مسجد محطة سكة الحديد بأسمرة بدأت في العصر البريطاني حين وافقت إدارة المحطة ببناء مسجد لعمالها المسلمين على نفقتها الكاملة ؛ وقبل الشروع في البناء ، إنتهى الحكم البريطاني ، فتراجعت الحكومات والإدارات التي خلفتها عن تنفيذ هذا التعهد. وقد حاول العمال محاولات شتى لإقناع المسؤولين بتنفيذ المشروع ولكن بدون جدوى. وهنا تدخل سماحة المفتي في الأمر فكتب خطابا إلى نائب الحاكم العام ، ثم إلى الحاكم العام طالبا إنجاز ما تعهدت به الإدارة في العصر البريطاني. ولم يكتفي سماحته بالخطابات فقط ، بل أعقب ذلك الحديث المباشر مع المسؤولين. و فيما يلي ثلاثة خطابات تتناول قضية المسجد : أولها لنائب الحاكم العام ، ثانيها للحاكم العام نفسه ، ثالثها تلخيص ما دار بين سماحته ونائب الحاكم العام من الحديث المباشر.
خطاب رقم 12155
إلى صاحب السعادة : فيتوراري تسفا يوهنس برهى ، نائب حاكم عام أرتريا.
الموضوع: قطعة أرضية لبناء المسجد عليها.
المسلمون القاطنون في حي منطقة سكة الحديد بأسمرة قد رفعوا إلى هذا المكتب العرض المسجل تحت رقم (2982) وهو يتضمن ما يلي :
1- أن عددهم كبير ، وهم أصحاب عمل هناك ، ولا يجدون الفرصة في صلواتهم الخمسة للذهاب إلى المسجد الموجود خارج منطقتهم.
2- بسبب ذلك ، في عام 1949م ، قد طلبوا من مصلحة سكة الحديد بناء المسجد لهم على نفقتها ، فقبلت طلبهم في ذلك الحين ، وعملت خريطة للمسجد وأرضيته ، وهي مسجلة تحت رقم (1613) بتاريخ 2 من أغسطس 1949م ؛ ولكن قبل الشروع في ذلك ، غادرت الحكومة البريطانية ، وأمرتهم بأن يطلبوا بناؤه من حكومتهم التي تخلفها.
3- بعد مجئ الحكومة الفيدرالية كرروا الطلب ، ورفعوه إلى مديري محطة سكة الحديد المذكورة لطلب رخصة البناء على تلك الأرضية ؛ والأن أفادهم المدير الحالي بأنه لا سلطة له في إعطاء الأرض للمسجد ، وهم في كل هذه المدة كانوا يحيون شعائرهم الدينية في مسجد بمنزل مؤجر من مالكه.
4- هذا خلاصة عرضهم ، ويفهم منه أنهم يحيون شعائرهم في مسجد بمنزل مؤجر من مالكه ، لا يدرون متى يخرجهم المالك منه ، وإن لهم في رفع هذه الشكوى مدة 14 عاما. فإجابة لطلبهم ، ومراعاة لأحوالهم ، أرجو النظر في التماسهم ، وإجراء اللازم لإعطاء الأرضية لهم ، ليقوموا ببناء المسجد على نفقتهم الخاصة ، وإني على إنتظار ردكم.
حرر في يوم الأربعاء 6 محرم 1383هـ الموافق 29 مايو 1963م.
صورة منه إلى لجنة مسجد سكة الحديد بأسمرة للإشارة إلى عرضهم المشار إليه أعلاه.
____________________
خطاب رقم 12189
حضرة صاحب السمو، حاكم عام أرتريا
1- في عام 1949م قررت إدارة محطة سكة الحديد بناء مسجد لعمال سكة الحديد على نفقتها ، وعملت خريطة للمسجد وأرضيته ، وهى مسجلة تحت رقم (1613) بتاريخ 2 من أغسطس 1949م ، ثم سقط الحكم البريطاني قبل بنائه.
2- بعد ذلك مكث العمال في المطالبة بالبناء مدة قرابة 14عاما إلى هذا اليوم ، بدون أن يتوصلوا إلى أي نتيجة ، ثم رفعوا الشكوى إلى هذا المكتب ، وهو بدوره قد رفعها إلى صاحب السعادة نائب الحاكم العام فتوراري تسفا يوهنس ، لطلب إعطاء الإذن لهم ببناء المسجد على نفقتهم ، لا على نفقة الحكومة ، كما مقررا في العصر البريطاني.
3- تلقى مكتبنا الرد من جناب المدير العام دجيازماش زرؤم كفلى ونص الرد يقول:
“إن الأرض الممنوحة هي لمصلحة سكة الحديد لواجب العمل فقط وليست للمسجد أو للكنيسة” ، وإني غير مقتنع بالرد المذكور بالوجهين التاليين :
أ- إن المعابد تشيد لرعاية منفعة المتعبدين ، ولتحقيق رغباتهم ، ويتم ذلك حتى في المستشفى والسجن وغيرهما. ومراعات لهذا – في العصر الإستعماري – قد خصصت لهم قطعة لبناء المسجد لهم ؛ وأعتقد أنهم أولى بمثل هذه المراعاة في عهد الحكم الوطني.
ب- إنهم لفي حاجة ملحة إلي المسجد ، حيث أنهم في كل هذه المدة يحيون شعائرهم الدينية بمنزل مؤجر لا يدرون متى يخرجهم المالك منها. لذا مراعاة لأحوالهم ، أرجوا النظر في موضوعهم ، وإجراء اللازم لمنح الأرضية والإذن بالبناء ، كما كان ممنوحا لهم سابقا ، ومرفق مع هذا صورة طبق الأصل من خطاب جناب المدير العام .
حرر في صباح يوم الثلاثاء 4 صفر 1383هـ الموافق 25 يونيو 1963م.
صورة منه إلى لجنة المسجد بالإشارة إلى عرضها رقم 2982.
______________
خطاب رقم 12363
كان من عادة سماحته أن يرسل بعد إلتقاءه بالمسؤولين وتحادثه معهم خطابا يلخص مادار بينه وبينهم من حديث ، وكان ذلك بقصد التوثيق والتوكيد. وقد عانى سماحته من المسؤولين الذين كانوا يظهرون له البشر ، ولكنهم ينتهجون أسلوب المماطلة ، والتسويف ، والتحريف في الكلام ، وعدم الوفاء بالتعهدات في قضايا وشؤون المسلمين العامة. وهذه رسالة فيها ستة قضايا ناقشها سماحته مع نائب الحاكم العام ، ومنها قضية مسجد سكة الحديد. وقد نقلنا هنا ما يتعلق بالمسجد فقط.
إلى معالي نائب حاكم عام أرتريا ، فيتوراري تسفا يوهنس برهى .
الموضوع: محادثات شفوية في شؤون إسلامية.
في تمام الساعة الرابعة من مساء يوم الخميس 7 من جمادى الثانية 1383 الموافق 23 من اكتوبر 1963م قد حضرت إلى مكتبكم ، وجرى التحادث بيننا في المواضيع التالية :
………………………………………………………………….
1- مسجد سكة الحديد بأسمرة
قلت لكم في عام 1949م قررت مصلحة سكة الحديد بأسمرة بناء مسجد لعمال الإدارة المذكورة على نفقتها ، وعملت خريطة للمسجد وأرضيته ، وهي مسجلة تحت رقم (1613) بتاريخ 2 من أغسطس 1949م ، وقد أطلعتكم عليها. وقبل تمام ذلك سقط الحكم البريطاني ، فالعمال – إلى أن يبنى لهم المسجد – كانوا يحيون شعائرهم الدينية في مسجد بمنزل مؤجر من مالكه ، ومكثوا يواصلون إلتماساتهم إلى مديريهم لطلب الإذن لهم ببنائه على نفقتهم منذ ذلك التاريخ إلى هذا اليوم لمدة 14عاما.
وفي الأيام القريبة قد طلبت صاحبة المنزل خروجهم من منزلها ، ورفعت الشكوى إلى المحكمة ، ثم حددت لهم مدة الخروج عند نهاية شهر “طقمتي” الجاري ، فشرعوا في بناء صندقة صغيرة على بقية أرضية كانت محددة للمسجد ، لينقلوا إليها – مؤقتا- المسجد ومحتوياته ، ويؤدون فيها شعائرهم الدينية ؛ ولكن بأمر المدير منعوا عن إتمامها. وميعاد الخروج قد قرب ، فماذا يعملون؟
وإني قبل هذا بعثت خطابين إلى جنابكم ، ثم إلى جناب معالي حاكم عام أرتريا بتاريخ 29 مايو و25 يونيو 1963م ، فوعدتموني معاليكم بالنظر في ذلك ، وإرسال الإفادة إلينا.
………………………………………………………………..
حرر في يوم السبت 8 من جمادة الثانية 1383هـ الموافق 26 من أكتوبر 1963م.
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!