خطاب المفتي في الإحتجاج على تدخل مفتش عصب في شؤون الأوقاف
الأوقاف الإسلامية في أرتريا كانت تحت إشراف سماحة المفتي ، وكان لها نظم ، ولوائح ، وقوانين ، وضوابط إدارية معترف بها من قبل الحكومات الإيطالية ، والبريطانية ، والفيدرالية. ورغم هذا فإن السلطات في العصر الفيدرالي وما بعده ما فتئت من التدخل في شؤون الأوقاف ، وإنتهاك قوانينها ، وإهانة القضاة الشرعيين. وهذه إحدى هذه القضايا المتكررة.
خطاب رقم 9457
حضرة صاحب السعادة وزير الداخلية
الموضوع : تدخل مفتش عصب في الأوقاف وإهانة القاضي الشرعي.
1- سابقا ورد إلي خطاب وتلغراف من قاضي عصب الشرعي في شأن الموضوع المذكور أعلاه ، وفي حينه حررت إلى مفتش عصب خطابا برقم 9450 ، المؤرخ 25 أغسطس 1954م ، وأرسلت صورته إلى جنابكم ، والموضوع واضح لكم إجمالا من مضمونه.
2- كنت أود أن أرسل لسعادتكم خطابات القاضي التي شرح فيها جميع ما حصل له من التحقيقات ، والإهانات ، والتهديدات ، وأخذ الأوقاف من يده جبرا ، على يد مفتش عصب وجماعته ، لتطلعوا بنفسكم على تلك المأسي ؛ ولكن مع الأسف لم يمكنني ذلك لقصر الوقت ولطولها ، حيث أنها 12 صفحة من القطع الكبير.
3- جوابات القاضي بالإختصار تتضمن بأن المفتش المذكور قد عمل ما سماه إنتخابات لتعيين رئيس ولجنة للأوقاف ، ثم أجبر القاضي على تسليم أوقاف عصب وحساباتها إلى يدهم ؛ ونتيجة للتهديدات سلم القاضي الأوقاف إلى يدهم في يوم السبت 29 ذي الحجة 1373هـ الموافق 28 أغسطس 1954م. وهذا خلاصة ما فهمت من خطابات القاضي ، فبناءا عليه أكون شاكرا لسعادتكم إن اتخذتم الإجراءات اللازمة لإبطال جميع التدابير التي عملت في الأوقاف بواسطة المفتش المذكور ، وإصدار أمركم الكريم لإرجاع جميع ما استلمته اللجنة المزعومة من الأوقاف وحساباتها ووثائقها إلى يد القاضي الشرعي ، ثم اتخاذ ما ترونه سعادتكم من الإجراءات في موضوع إهانة القاضي الذي كان يقوم بتأدية واجباته.
4- فهمت من الخطابات أن القاضي قد هدد حتى خاف على نفسه وسلم الأوقاف إلى جماعة يعتبرون فضوليين قانونا ، وهذه النقطة مما لا يستهان بها لأنها ثالث إهانة حصلت لقاضي عصب ؛ الأولى حدثت في حوالي عام 1351هـ على قاضيها عبدالله إبن عمر المدحجي … ، الثانية على قاضيها حسن عثمان ، حين تسلط عليه المحافظ الإيطالي ، ولكنها انتهت ببراءة القاضي ، ورفض المحافظ ، والحكم عليه بالسجن 6 سنوات. ولا شك أن سعادتكم ستحرصون على أن يكون القاضي آمنا على نفسه من التهديدات حتى يؤدي واجباته طبقا للقانون والعدل ، وتقبلوا أسمى تحياتي واحترامي.
حرر في 8 محرم 1374هـ الموافق 6 سبتمبر 1954م
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!