القبض على الشهيد سعيد حسين ومحاكمته

كان عام 1963م عاما حافلا بالعمليات الفدائية التي أقلقت وأزعجت السلطات الأثيوبية.[1] ومن أبرز هذه العمليات، تسلل ستة من الفدائيين التابعين لجبهة التحرير الأرترية إلى مطار أسمرة وقيامهم ببعض العمليات، وتوزيع المنشورات المضادة لنظام الملك هيلى سلاسى، وكان ذلك في يوم الخميس 4 شوال 1382هـ الموافق 28 فبراير 1963م. ورغم التعتيم الإعلامي فإن أخبار هذه العمليات والحوادث المرتبطة بها كانت تصل إلى مسامع الناس عبر وسائل مختلفة، وكانوا يتناقلونها سرا فيما بينهم. ومن حوادث هذا العام التي كانت موضع همسات الناس واهتمامهم، القبض على الأستاذ سعيد حسين في مدينة أسمرة. وقد جاء القبض عليه بعد بحث مستمر ومكثف من قبل السلطات، حيث كان ضمن الفدائيين الذين استطاعوا أن يتسللوا إلى مدينة أسمرة وممارسة العمل الفدائي من داخلها. وقد ذكر سماحة المفتي هذا الحدث في مؤلفه ضمن حوادث هذا العام المهمة، وهذه نبذة مما ذكره سماحته مع إضافات المحرر.


  • ولد الأستاذ سعيد بن حسين بن محمد بن حسين في حوالى عام 1343هجرية (1925).
  • تلقى مبادئ العلوم في موطنه، ثم غادرها إلى مصر لطلب العلم.
  • انتسب برواق الجبرتة فى الأزهر الشريف في عام 1371هجرية الموافق 1952م، ثم التحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة.
  • كان له شغف مبكر بالتدريبات العسكرية، وميل إلى الأعمال الفدائية. وفى أكتوبر عام 1956م، حين تعرضت مصر للعدوان الثلاثي (إسرائيل، وبريطانيا، وفرنسا)، كان سعيد حسين ضمن فوج المتطوعين في الجيش المصري، وأبلى في المعركة بلاءا حسنا، وخرج من حصار العدو بأعجوبة، ولذلك منحته الحكومة المصرية شهادة البطولة الحربية.
  • استمر الأستاذ سعيد حسين في طلب العلم فى كلية الآداب، ثم انضم إلى الفدائيين الأرتريين في جبهة تحرير أرتريا في عام 1961م، للدفاع عن حقوق وطنه وشعبه. ونتيجة لخبرته العسكرية السابقة، فقد كان له دور بارز.
  • دبر وشارك مع زملائه في عدة عمليات فدائية، ودخل إلى مدينة أسمرة عدة مرات مع زملائه، وكان يقطن معهم في أماكن خفية، وكانت الحكومة تبحث عنه مدة من الزمن، وشخصيته كانت مجهولة لديهم، والشائعات المختلفة تنتشر حوله، منها أنه عسكري بمرتبة كولونيل وغيرها…
  • وبعد عمليات بحث مكثفة، قبض البوليس الأرتري عليه في مساء يوم الجمعة غرة محرم 1383 هجرية الموافق 24 مايو 1963م، في مدينة أسمرة.

محاكمته والحكم عليه بعشر سنوات ثم بعشرين سنة

  • بعد فترة من القبض عليه، تم تقديمه للمحاكمة مع زميله محمود هارون، فتولى الدفاع عنهما المحامي المعروف محمد عمر قاضي، وبعد مداولات استمرت وقتا من الزمن، حكمت المحكمة عليه بالسجن لمدة عشر سنوات، وعلى رفيقه مدة خمس سنوات، وذلك في يوم الإثنين 23 نوفمبر 1964م.
  • استأنف محاميه، محمد عمر قاضي، الحكم، فأصدرت المحكمة العليا حكمها عليه في يوم الثلاثاء 28 من ديسمبر 1965م، بالسجن لعشرين سنة، وعلى زميله بعشر سنوات. وفي خلال محاكمته الثانية، ألقت الحكومة القبض على محاميه محمد عمر قاضي وأودعته  في السجن.
  • بقى المذكور في السجن إلى ما بعد وفاة سماحة المفتي، وخرج من السجن في شهر فبراير 1975م، بعد عملية اقتحام جريئة قامت بها الثورة الأرترية لسجن “سنبل”، المجاور لمطار أسمرة. وفي هذه العملية تم إخراج أكثر من 900 معتقل، منهم عدد من السياسيين البارزين، ومنهم الأستاذ سعيد حسين و آخرون.
  • التحق سعيد حسين بجبهة التحرير الأرترية و تولى عدة مهام، وأصبح عضوا في المجلس الثوري.[2]
  • قتل في عام 1978م، مع بعض زملائه من المحاربين القدامى، إثر هبوطه على شواطئ دنكليا، قادما من اليمن، فيما يعتقد بأنه عملية غدر قام بها شخص كانوا يعتبرونه مواليا لهم. وكانت جبهة التحرير تمر بصراعات داخلية بين أصحاب التوجهات السياسية والأيديولوجية المختلفة ويبدوا أنه وزملاؤه كانوا ضحايا هذا الصراع.

[1] بدأ الكفاح العسكري المسلح ضد الحكومة الأثيوبية في عام 1960م، على يد القائد حامد إدريس عواتى، وذلك أثر تزايد انتهاكات القرار الفيدرالي، وقمع المعارضين، والإلغاء النهائي للقرار الفيدرالي قسرا.

[2] المجلس الثوري، يمثل القيادة العليا التي لها صلاحيات تشريعية وتنفيذية وقضائية، ويتكون من 15 عضوا. يلي المجلس في الهرم التنظيمي، اللجنة التنفيذية التي تشرف على العمل اليومي، وتنفذ البرنامج، وتوجيهات المجلس الثوري وتتكون من 19 عضوا.

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *