القاضي حسن عثمان، قاضي عصب ومصوع

  • القاضي حسن بن الخليفة عثمان بن الحاج محمد بن إدريس المغربي أصلا، المصوعي وطنا ومولدا. قدم جده إلى مدينة مصوع في العصر التركي، واستوطن فيها.
  • ولد الشيخ في مدينة حرقيقوا في حوالى 1294هـ، الموافق 1877م.
  • حفظ القرآن على الشيخ محمد بيضاني – أحد مشاهير القراء – وحفظه على الروايات السبع، ثم تتلمذ في كافة العلوم الشرعية على عدد من العلماء ومن أبرزهم: العلامة الشهير الحاج محمد حامد حسين المينفراوي، والشيخ احمد باصبرين الحضرمي، والشيخ أحمد أبو الفتح. كما أخذ الطريقة الميرغنية عن السيد محمد هاشم الميرغني، وترقى فيها حتى صار خليفة الخلفاء.
  • في عام 1323هـ، الموافق 1900م عين قاضيا لمدينة عصب، ثم أضيفت إليه نظارة القبائل الإسلامية التابعة لعصب، وهو ثاني من جمع بين القضاء الشرعي والنظارة للقبائل – كرفيقه القاضي عبد الله علوان.
  • في عام 1341هـ، الموافق 1922م، نقل إلى قضاء مصوع.
  • توفي في 5 ربيع الأول 1370هـ، الموافق 12 يناير 1951م، في منزله الثاني بحرقيقوا، وشيع بجموع غفيرة يسودها الأسف والحزن العميق، وصلى عليه الشيخ محمد فهمي، عضو البعثة الأزهرية المصرية، ولم يترك ذرية خلفه.

محنته تحت الحكم الإيطالي والبريطاني:

  • تعرض القاضي لمحنة إثر تسلط محافظ عصب الإيطالي عليه ومصادرة جل أمواله ظلما –وكان القاضي ميسور الحال –، ولم يكتفي بذلك بل قام باغتصاب خادمة القاضي، واتهام القاضي بالزنا وبالحمل. وقام المحافظ بمحاصرة القاضي وتفتيش رسائله تفتيشا دقيقا، حتى لا يرفع الشكوى إلى من هو أعلى منه؛ ولكن القاضي استطاع أن يوصل شكواه إلى المسؤولين، فقاموا بالتحقيق في الأمر، فثبتت براءة القاضي من كل التهم، وحوكم المحافظ في مصوع، ورفض من وظيفته، وسجن 6 سنوات، وسفر إلى إيطاليا. عين القاضي بعدها قاضيا لمصوع، ولكن أمواله ذهبت هدرا ولم يعوض منها بشيء.
  • وفي عام 1360هـ، الموافق 1941م، تعرض القاضي لمحنة أخرى بسبب تآمر خصومه عليه وخيانة كاتبه الخاص. وكان القاضي نتيجة لثقته بكاتبه يوقع له على أوراق خالية لتستعمل في شؤون القضاء. فباع الكاتب بعض تلك الأوراق لخصوم القاضي فزوروا على لسانه خطابا موجها إلى إمام اليمن يشعره بقدوم بعض كبار الإيطاليين ومعهم الذهب والمال، مع طلب إيوائهم حتى تنتصر إيطاليا. ثم قاموا بإيصال ذلك الخطاب المزور إلى الإدارة الإنجليزية، فقبض على القاضي بتهمة تهريب الأموال ومساعدة الإيطاليين، فأنكر القاضي ما نسب إليه، فتم التحقيق مع الكاتب، فاعترف وذكر أسماء المتآمرين؛ فحكم على الكاتب عامان، وخرج القاضي بالبراءة بعد أن مكث في السجن عاما واحدا.
  • يقول سماحة المفتي في شأن القاضي: “خدم القضاء 46 عاما… وكان ممن يضرب به المثل في الحكم، والصبر، وسياسة الناس، ومداراتهم على قدر عقولهم”.
0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *