السيد محمد أبوبكر الميرغني رئيس الرابطة ووالده السيد جعفر
نقل مختصرا من كتابات سماحة المفتي.
السيد محمد أبوبكر الميرغني
نسبه:
السيد محمد أبوبكر إبن السيد جعفر إبن السيد محمد أبوبكر إبن السيد جعفر الصادق إبن السيد محمد عثمان الميرغني – مؤسس الطريقة الميرغنية _.
الولادة والنشأة:
ولد في عام 1911م ، وقرأ القرآن والعربية بدار والده في مدينة كرن ، وتولى فيما بعد زعامة الطريقة الميرغنية في أرتريا.
مواقفه السياسية:
عقد مؤتمر كرن التاريخي لتأسيس حزب الرابطة في دار السيد محمد أبوبكر في عام 1946م ، وصدرت خطابات الدعوة لحضور المؤتمر باسمه. تم إختياره رئيسا للرابطة نظرا لما كان يحظى به من القبول العام ، حيث “كان المسلمون يحترمونه إحتراما كبيرا كأسلافه” ، وبقي رئيسا للرابطة لأكثر من عام.
وبعد فترة من توليه رئاسة الرابطة ظهرت شائعات حول دخوله في حزب الإنضمام مع أثيوبيا وتخليه عن الرابطة ، فحاول بقية زعماء الرابطة الإلتقاء به للتأكد من الأمر ، ولحل توتر حصل بينه وبينهم في بعض الإجراءات التي اتخذها والتي كانت في نظر زعماء الرابطة خارج صلاحياته ، ولكن دون جدوى.
وفي العاشر من ذي الحجة عام 1367هـ الموافق 13 أكتوبر 1948م صدر بيان من السيد محمد أبوبكر نشرته جريدة أثيوبيا ، وفيه إعلان بتبدل الموقف السياسي للسيد محمد أبوبكر. ومما ورد في البيان “أنا السيد محمد أبوبكر الميرغني بصفتي الرئيس العام للرابطة الإسلامية الأرترية ، والزعيم الديني الأعلى لهذا القطر ، أدعوا كافة المسلمين المخلصين أن يحفوا حولي في تأييد إتحاد أرتريا مع أثيوبيا ، التي هي دولة متمدنة بين الدول المتحدة ، وذات قوانين راقية ، تعترف بحبل المساوات على كافة الحقوق بين المواطنين دون فرز ديني ، أو إقليمي”. وفور صدور هذا البيان أصدر المجلس الأعلى للرابطة بيانا بفصل السيد محمد أبوبكر عن رئاسة الرابطة وزعامتها. وقد إحتفى حزب الإنضمام بتبدل الموقف السياسي للسيد محمد أبوبكر واعتبره نصرا مهما ؛ وبالرغم من الصدى الذي أحدثه خروج السيد أبوبكر من الرابطة إلا أن ذلك “لم يؤثر في الرابطة شيئا ..” ، وكان له أثر سلبي على مكانة السيد أبوبكر عند عامة المسلمين.
لم يمكث السيد محمد أبوبكر مع حزب الإنضمام طويلا حيث أعلن رسميا في بيان آخر صدر في جريدة أرتريا الحرة في عددها الثالث الصادر 26 رمضان 1368هـ الموافق 22 يوليو 1950م إنسحابه من حزب الإنضمام ، ودخوله في الكتلة الإستقلالية. يقول سماحة المفتي في شأنه “وقد قدم بعض الخدمات لها {للكتلة الإستقلالية} في أيام قدوم لجنة الإستفتاء الخماسية في عام 1950م ، حيث دار على القبائل ، وأوصاها بالتمسك بمبدأ حزب الكتلة ؛ ولكن مع ذلك فان تنقلاته بين الاحزاب قد أسقطت مكانته بين المسلمين ، ولولا ذلك لظل زعيما للمسلمين بدون نزاع ولا مزاحم”
وفاته:
توفي في يوم السبت 4 يوليو 1952م في مدينة أسمرة ، وصلي عليه صلاة الجنازة في أسمرة ، وحضر رئيس الحكومة وكبار المسؤوليين مراسم تشييع جنازته ، ثم نقلت جثته إلى كرن حيث أقيمت عليه صلاة الجنازة مرة أخرى ودفن فيها. وكان قد أوصى بأن يدفن مع أبيه في كسلا ، ولكن بإلحاح من سكان كرن ، تم دفنه في كرن. وبمبادرة من رئيس الجمعية الأرترية -موسى راداى – عقد إجتماع في دار البرلمان الأرتري في أسمرة لجمع التبرعات لبناء القبة على قبر السيد محمد أبوبكر ، فجمعوا مبلغ 4450 دولار ، وتم الشروع بعدها في بناء القبة.
**********
السيد جعفر الميرغني (والد السيد محمد أبوبكر –المذكور أعلاه-)
ولد السيد جعفر الميرغني في حوالي عام 1295هـ في حي حطملوا بمدينة مصوع ، وأصبح فيما بعد زعيم الطريقة في أرتريا بعد السيد هاشم*.
مكانته الدينية:
يقول سماحة المفتي “وكان له مقام كبير لدى المسلمين لانتساب المراغنة الى سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكانت كلمته نافذة بينهم بدون معارضة ، كما أن الحكومة الإيطالية بسبب ذلك كانت تحوطه بنطاق من الإجلال والتعظيم والإحترام ، وفي الأمور الهامة كانت تجعله واسطة بينها وبين المسلمين”. ومن مظاهر هذا الإحترام أنه حينما كان يخرج إلى أي منطقة كان المسلمون يستقبلونه “مقابلة الملوك ، ويقدمون له الهدايا الجزيلة” ، ويحتفون به إحتفاءا كبيرا.
ففي عام 1350هـ الموافق 1931م خرج من كرن إلى نقفة مع أتباعه ، فتسابقت إليه القبائل “رجاء بركته ودعوته ” ، حيث قدم له ناظر قبائل حباب – عثمان باشا هداد – 200 بقرة ، وناظر بيت معلى 50 بقرة ، وهكذا كل قبيلة حسب مركزها وقوتها.
وفي حوالي عام 1346هـ الموافق 1927م إتجه السيد جعفر إلى مناطق البازة -حوالي بارنتو- مع جموع جرارة من الخلفاء والأتباع ، فقابلوه مقابلة عظيمة ، وأقبلت عليه القبائل أفواجا ، وأسلم جمع كبير منهم على يده. يقول سماحة المفتي “وارتاع المبشرون الذين كانوا يقومون بالتبشير إلى الدين المسيحي هناك ، فرفعوا شكواهم إلى الحكومة الإيطالية لمنع وصول دعوة السيد جعفر إلى تلك المنطقة ، وفعلا منعته الحكومة بعد ذلك من السفر إلى هناك بزعم أنها منطقة موبوئة بالأمراض ، والخوف على صحته”.
توفي في مدينة تسنى في يوم الأحد 13 ربيع الأول 1363هـ الموافق 24 فبراير 1944م ، ونقلت جثته إلى كسلا ، ودفن هناك في المحل المعروف بالختمية. يقول سماحة المفتي فيه “وكان خاتمة شيوخ الطريقة المرغنية الأجلاء”.
____________________________
السيد هاشم بن السيد محمد عثمان ، ولد بمكة ثم سافر إلى السودان ، وبعد مدة انتقل إلى حي حطملوا في مدينة مصوع ، واستقر فيها ووجد إقبالا منقطع النظير، وهو أول المراغنة إنتقالا إلى أرتريا. توفي عام 1901م ودفن في قبته المشهورة في حطملوا الجنوبية ، وهو والد السيدة علوية المشهورة.
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!