خطاب المفتي في الاحتجاج على سجن شيخ المعهد فضيلة الشيخ محمد سراج أحمد

تم القبض على فضيلة الشيخ محمد سراج أحمد[1] من قبل البوليس وحققوا معه وعاملوه معاملة سيئة بتهمة إيواء طالب هرري (أثيوبي) طلب الانتساب إلى المعهد وبقي في فترة الانتظار ينام في المعهد، ثم قبض عليه في الحدود وهو يحاول الدخول إلى السودان. فكتب المفتي محتجا الخطاب التالي. وهذا الخطاب نموذج لعدد من الخطابات التي أرسلها المفتي إلى السلطات احتجاجا على الإعتقال العشوائي للعلماء والدعاة. وقد كتب في مناسبات مختلفة محتجا على اعتقال فضيلة المشايخ أمثال: الشيخ علي ياسين، والشيخ محمود محمد موسى، والشيخ إدريس خيرى، الشيخ محمد صالح حامد، وغيرهم.


خطاب رقم 1661

إلى جناب مدير بوليس أرتريا

الموضوع: إهانة البوليس لشيخ المعهد الديني الإسلامي

في الساعة الحادية عشرة نهار الإثنين 27 صفر 1379هجرية الموافق 31 أغسطس 1959م، قد حضرت إلى المعهد الديني الإسلامي سيارة وفيها عدد من رجال البوليس، وألقوا القبض على صاحب الفضيلة الشيخ محمد سراج وساقوه إلى مكتب البوليس، وهناك جردوه من العمامة والنعال وغيرهما وبات في السجن الإحتياطي على أسوأ حال، حتى اعتلت صحته بسبب ذلك بدون أي تحقيق معه، ورفضت كل الوسائل لإخراجه في تلك الليلة إلى أن خرج أخير بالضمانة في مساء اليوم التالي.

خلاصة التهمة الموجهة إليه هي نوم طالب أثيوبي في المعهد الذي يرأسه بإذن منه.

المذكور هو عالم جليل تخرج من الجامعة الأزهرية بالقاهرة، وهو شيخ للمعهد الديني الإسلامي بأسمرة، وسكرتير لجبهة العلماء بأرتريا بالنيابة، ومعروف بالإستقامة وعدم التدخل في غير واجباته.

العالم الديني على حسب مركزه له احترام متى كان بريئا من المخالفات القانونية. فلو قبض عليه البوليس بعد ثبوت الجناية عليه، أو ناداه ….للتحقيق معه … وأحسنوا معاملته في المعتقل ما كان يحصل أي تأثير في النفوس من عمل البوليس، ولكن الذي أحزننا وجرح شعور المسلمين، هو معاملة البوليس الوطني له كأحد المجرمين … بدون مبرر بما لم يحدث مثله لعالم إسلامي غيره حتى في عهد الاستعمار.

إن العمل المذكور يعتبر إهانة مقصودة للمسلمين عموما، ولجبهة العلماء والدين الإسلامي خصوصا، كما أنه خطر يهدد المعهد الإسلامي حيث يكون في خوف دائم من تأدية واجباته.


[1] الشيخ محمد سراج أحمد:

  • ولد الشيخ محمد سراج أحمد بن صادوة في جهة عدي قيح في عام 1913م.
  • تلقى مبادئ العلوم الشرعية على مشايخ بلده.
  • سافر إلى السودان لطلب العلم وانتقل بعدها إلى مصر حيث التحق بالأزهر الشريف.
  • أتم دراسته وحصل على الشهادة العالمية للغرباء في عام 1944م.
  • في عام 1947م، رجع إلى أرتريا وعين مدرسا في المعهد الديني الإسلامي.
  • طلب منه تولي منصب القضاء في كل من عدي خالة ومصوع ولكنه آثر البقاء في المعهد.
  • في شهر مارس 1954م، تم تعيينه شيخا للمعهد الديني.
  • ألف رسالة في علم الإملاء سماها: “تحفة النبلاء في علم الإملاء.”
  • أوقف كتبه العلمية للمكتبة الإسلامية بأسمرة، وعددها 134 مجلدا.
  • توفي فجأة دون مرض سابق في منتصف السبعينيات، ودفن في مقبرة حزحز بأسمرة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *