القاضي موسى آدم عمران، من علماء أرتريا وزعمائها
- القاضي موسى بن آدم بن عمران، ولد في 8 فبراير 1898م، في قرية تسمى تامباق في مساكن قبيلته ماريا الزرقاء التابعة لمديرية كرن.
- قرأ القرآن في بلدته المذكورة على الشيخ محمد آدم إدريس، وأخذ مبادئ الفقه المالكي ومبادئ التوحيد على الشيخ محمد عثمان بن الحاج عبد الله الفايداوي.
- سافر إلى السودان، ودخل في خلوة القرآن وأتم القرآن فيه على الخليفة مصطفى علي عوض الشكري.
- انتسب في معهد أم درمان إلى أن نال منها الشهادة الابتدائية والأهلية والشهادة العالمية في مشيخة أحمد أبو ذقن الجعلي.
عودته إلى أرتريا:
في عام 1940م، عين عضوا في محكمة الاستئنافات الشرعية لأرتريا، وأضيفت إليه وظيفة القاضي الشرعي لمحكمة كرن الجزئية. وتولى فيما بعد مناصب القضاء في كل من مدينة عصب، وعدي خالة، و مصوع.
أعماله السياسية:
كان من أبرز مؤسسي حزب الرابطة الإسلامية الأرترية وزعمائها. وقد تولى رئاسة فرع الرابطة بكرن. وكان من الزعماء الوطنيين المشهود لهم بالثبات والجد والإخلاص. يقول سماحة المفتي في معرض إشارته إلى جهوده في قيادة الرابطة: “وقد أدار دفتها مع رفقائه بحكمة ونزاهة وإخلاص، و تولى رئاسة فرع الرابطة بكرن.”
ولما أنشئت الجمعية التمثيلية لأرتريا في عام 1952م بعد صدور القرار الفيدرالي، اختارته قبيلته نائبا لها في البرلمان الأرتري فكان من خيرة النواب.
محنته تحت الاحتلال الأثيوبي:
تعرض القاضي، كغيره من الشرفاء الأحرار للتضييق، والترغيب والترهيب، والحجز والإقصاء، والتهميش مما يطول حصره.
في يوم 11 فبراير 1964م، ألقت الحكومة الأثيوبية القبض عليه ونقلته من كرن إلى أسمرة تحت حراسة البوليس، حيث أحضروه إلى ديوان رئاسة حكومة أرتريا، وحققوا معه أمام مجلس مكون من تسعة أشخاص من كبار رجال الدولة برئاسة حاكم عام أرتريا، أسراتى كاسا، ونائبه، تسفا يوهنس برهى، وعمدة بلدية أسمرة، حرقوت أباى، وغيرهم من كبار المسؤولين في الدولة، بجانب كاتب محضر الجلسة. وفيما يلي بعض الأسئلة التي وجهت إليه:
س: هل لك زوجة سودانية؟
ج: نعم، تزوجتها في عام 1931م.
س: تعلمت في السودان؟
ج: نعم.
س: هل لك بيوت في السودان؟
ج: نعم، لأن صهري قد أعطاني قطعة من أرضه فبنيت عليها مسكني.
س: هل قلت للمسلمين اتحدوا؟
ح: نعم، قلت لهم لقوله تعالى: “واعتصموا بحبل الله”.
س: هل قلت لا تكونوا جواسيس للحكومة؟
ج: لم أذكر الحكومة، ولكن قلت لهم لا تتجسوا، عملا بالقرآن.
س: هل قلت لهم لا تؤجروا بيوتكم للعاهرات وبائعات الخمر؟
ج: نعم، قلت لأن ديننا يحرم ذلك.
ورغم هذه الإجابات الواضحة التي لا لبس فيه فإنهم قرروا نفيه واعتقاله في عصب مدة ثلاثة أشهر، حيث نقل بالطائرة إلى هناك ووضع في منزل حكومي وعليه حارسين مسلحين، لا يدخل عليه أحد غير عائلته وخادمه، ولا يخرج لا للجمعة ولا لغيرها. ولم يوجد مبرر لاعتقاله سوى تاريخه الوطني المشرف ورغبة وإلحاح محافظ كرن، الذي قال إني لا أتحمل مسؤولية الأمن في منطقتي ما دام هو موجود فيها.
وبعد انتهاء مدة الاعتقال، عينوه قاضيا شرعيا لمحكمة عصب في 26 مايو 1964م، ثم طلب نقله إلى منطقة أخرى لعدم ملائمة جو عصب لصحته، فنقل إلى محكمة عدي خالة الشرعية في 20 نوفمبر 1964.
وفي 9 فبراير 1966م، نقلته مصلحة العدل من عدي خالة إلى محكمة مصوع الشرعية، واستمر فيها إلى أن أحيل إلى المعاش في 8 يونيو 1968م.
وقد تعرض القاضي أيضا لمضايقات شديدة من العوام، وحدثت بينه وبين خلفاء المراغنة (أشهر وأقوى الطرق الصوفية في أرتريا) فتنة كبيرة نتيجة لنهيه عن الجهر عن بعض ما اعتادوه من شعائر وأذكار وعدم التشويش على المصلين. وقد استدعت هذه الفتنة سفر المفتي إلى كرن وإجراء التحقيقات وجمع الطرفين وإنهاء القضية بالمصالحة.[1]
رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الإسلام خيرا.
[1] وتوفي في عام 1993 في كرن
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!