الحاج حسن علي، من زعماء أرتريا وساستها
الحاج حسن علي، من زعماء أرتريا وساستها
الولادة والنشأة:
- ولد الحاج (دجيت) حسن علي في بلدة عد حنسو (مديرية سراي) في عام 1883م.
- تربى يتيما حيث مات والديه وهو صغير.
- قرأ القران ومبادئ الفقه على مشايخ بلده، وكون نفسه باجتهاده وتعلم اللغة العربية والإيطالية والأمهرية .
انخراطه في العمل الحكومي:
دخل في العمل الحكومي في عام 1897م، ومنذ ذلك التاريخ إلى أن توفاه الله عز وجل ظل يتدرج في الخدمات الحكومية وتولى في خلال ذلك مناصب مهمة في داخل القطر وخارجه. ومن المناصب الكثيرة التي تولاها في داخل القطر، منصب رئيس القسم الثاني لمدينة أسمرة في عام 1939م، ونائب عمدة بلدية أسمرة في عام 1956م.
أعماله في البلاد الخارجية:
وقد سافر إلى البلاد الخارجية عدة مرات لتأدية مهام حكومية مختلفة في إيطاليا، واليمن، والحجاز. ومن هذه المهام المهمة:
- مشاركته في البعثة الإيطالية التي عينت الحدود بين أثيوبيا والصومال الإيطالي.
- سفره إلى جيزان في عام 1932م، مع البعثة الحكومية لإجراء الصلح بين الإمام يحي (سلطان اليمن) والإدريسي (حاكم جنوب الجزيرة العربية). وقد قلده سلطان الحجاز، الشريف حسين بن علي، “وسام النهضة العربية” في عام 1917م، نظير خدماته الممتازة كعضو في القنصلية الإيطالية بجدة.
- مرافقته في عام 1927م لصاحب السمو الملكي سيف الإسلام محمد بن الإمام يحي في زيارته لملك إيطاليا ورئيس حكومتها.
- مصاحبته الشريفة العلوية (زعيمة الطائفة الميرغنية في أرتريا) فى زيارتها المشهورة لأثيوبيا وغيرها في عام 1939م. وقد تم اختياره فيما بعد رئيسا للجمعية الخيرية الإسلامية، خلفا للشريفة العلوية الميرغنية بعد أن كان نائبا لها.
دوره في تعيين مفتي أرتريا الأول:
كان للحاج حسن دور مهم في تعيين مفتي أرتريا الأول، وفي إقناع الشيخ إبراهيم المختار بقبول ذلك المنصب. فقد أقام الحاكم العام الإيطالي لأرتريا حفلا كبيرا بمناسبة عيد الفطر في عام 1938م دعا فيه أعيان المسلمين من مختلف المديريات والمناطق في أرتريا ومنهم الحاج حسن علي. وفى تلك الحفلة كلم الحاكم العام سرا بعض كبار زعماء المسلمين كناصر باشا أبو بكر (ناظر قبائل أساورته)، وجيلاني علي حسين (دقلل بني عامر)، وعلي بك محمد (ناظر قبائل مينفرى)، وعرض عليهم نية الحكومة في إحضار مفتي لأرتريا من طرابلس، ليبيا (حيث كانت ليبيا مستعمرة إيطالية). فطلب الحاج حسن من الحاكم العام أن يمهلهم بعض الوقت حتى يتشاوروا فيما بينهم ويبلغونه رأيهم.
وفي اللقاء الخاص بزعماء المسلمين بين الحاج حسن لزملائه خطورة هذه الخطوة من قبل الحكومة ذاكرا لهم ما حدث لمسيحيي الحبشة من عهود قديمة حيث فرض عليهم أن يكون رئيسهم الديني معينا من خارج البلاد من قبل الكنيسة المرقصية بمصر، وقال لهم إنكم إن قبلتم تعيين المفتي من طرابلس فربما تكون تلك عادة مستمرة لا فكاك لنا منها، كما حدث للمسيحيين في الحبشة. ثم اقترح عليهم أخذ زمام مبادرة البحث عن المفتي، فوقع اختيارهم على سماحة المفتي الشيخ إبراهيم المختار، ثم قام الحاج حسن بمراسلة سماحة المفتي في مصر مرسلا إليه خطابين يحثه فيها على قبول منصب المفتي. فتم ذلك كما هو مفصل في ترجمة سماحة المفتي.
صفاته وسجاياه:
يقول سماحة المفتي في وصف الحاج حسن وكان على صلة وثيقة به:
“كان رحمه الله في غاية الاستقامة، وشديد التمسك بتقاليد دينه، وكثير التأني والتفكر في الأمور وعواقبها، وكثير الابتعاد عما يجرح شعور الآخرين وعن ما لا يعنيه، حتى كان بسبب ذلك محبوبا لدى الجميع. كما أنه كان يتحلى بالأخلاق السامية، والتواضع، والأمانة، والتفاني في واجباته. لذا مكث في خدمة الحكومة سبعا وستين عاما في عصر ثلاثة حكومات: الإيطالية، والبريطانية، والوطنية، ومع ذلك لم تسجل عليه أي هفوة أو زلة، ولم يعرف عنه أنه سعى لرفع مرتبته أو درجته أو أي نفع شخصي لنفسه، بل عاش قانعا بما يقدره الله له من خيراته لكثرة ثقته بالله…. وفى العصر الإيطالي كان مرجعا وواسطة للحكومة في الشؤون الدينية الإسلامية، كما أنه كان مرشدا للمسلمين فيما يطلبونه من الحكومة لطول باعه في التجارب الحكومية وغيره.”
أيامه الأخيرة ووفاته:
وقد تعرض الحاج حسن في فترة الانتداب البريطاني لمحاولات التصفية من قبل الإرهابيين التابعين لحزب الانضمام، حيث هجموا على بيته بالقنابل عدة مرات، سلم منها جميعا. وتعرض فيما بعد للإقصاء والتهميش من قبل الحكومة الأثيوبية وأنصارها بسبب مواقفه الوطنية، أسوة بغيره من الشرفاء من أبناء الوطن.
توفي في مساء يوم السبت 29 فبراير 1964م. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
نقل بتصرف من مؤلف المفتي
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!