لقاء سماحة المفتي بالسلطان علي مرح، سلطان سلطنة “أوسا”.

في التاسع من يناير 1969م، الموافق 20 من شوال 1388هـ، التقى سماحة المفتي بالسلطان علي مرح[1] في فندق “شاو” بمدينة أسمرة، وذلك خلال زيارة السلطان للمدينة. وقد دار بينهما حديث ودي، تناولا فيه المسائل والأحوال العامة. وقد دون سماحته بعضا من هذا الحديث في مدوناته. وفي هذا اللقاء قدم السلطان تعريفا عاما بالسلطنة، حيث ذكر بأن عدد سكانها يتجاوز المليون والنصف، وهم مسلمون على المذهب الشافعي، وهو مذهب السلطان أيضا. ويوجد في السلطنة أيضا أتباع المذهب الحنفي. وعاصمة السلطنة هي مدينة قديمة، ولها نهر راكد، وتوجد فيها شركة إنجليزية تقوم بزراعة القطن، وفيها مسجد جامع، ومعهد ديني.
وذكر السلطان بأن له من الأبناء أحد عشر – آنذاك -، بعضهم في مدارس مصر، وبعضهم في مدارس أديس أبابا. وأشار السلطان – الذي كان حريصا على تعليم أبنائه اللغة العربية – إلى أنه أرسل أبناءه إلى أسمرة في عصر الحكومة الأرترية للالتحاق بمدرسة الجالية العربية[2]، ولكن ممثل الإمبراطور آنذاك تدخل في الأمر، وطلب إخراجهم من مدرسة الجالية، وإرجاعهم إلى المدارس الأثيوبية.
وفي هذا اللقاء وجه السلطان الدعوة لسماحة المفتي لزيارة سلطنة أوسا، للمشاركة في حفل زواج بناته، وليطلع بنفسه على أحوال السلطنة، فشكره سماحته وقال: “أسأل الله أن يهئ لنا ظرفا مناسبا لذلك.” لم يتسنى لسماحة المفتي السفر إلى السلطنة، حيث توفي بعد ستة أشهر من هذا اللقاء.[3] وكان سماحة المفتي قد التقى بالسلطان من قبل في مناسبات، ومنها لقاؤهم في عام 1964 في مدينة جدة في موسم الحج، في حفل رسمي أقيم في فندق البحر الأحمر بجدة. وقد ذكر سماحة المفتي سلطنة “أوسا” ضمن ممالك الحبشة العشرة في مؤلفه “محو الغشاء عن ملوك الإسلام في الحبشة” – مخطوط -، وذكر ما كانت عليه من استقلالية امتدت لقرون، وما كانت عليه من ازدهار، وماحل بها من نكبات.
[1] نبذة عن السلطان:
- ولد السلطان علي مرح بن حنفرى بن إيداحش في عام 1922م.
- جده هو السلطان محمد بن حنفرى .توفي والد السلطان علي مرح قبل ولادته، وتوفيت أمه وهو في صغره، فقامت برعايته أخته الكبرى، فاطمة، التي كانت متزوجه من ثاني أقوى شخصية سياسية في أوسا – بعد السلطان – وهو يايوا حمدوا.
- تولى السلطان السلطنة في عام 1944م، وبقي حاكما عليها حتى عام 1975م، حيث هاجمته قوات حكومة “منجستوا” الأثيوبية، فلجأ السلطان إلى السعودية وبقي فيها إلى عام 1991م، حيث عاد بعدها إلى موطنه، وتوفي في عام 2011م، ودفن في سلطنته في أوسا. وقد ازدهرت السلطنة في زمانه ازدهارا كبيرا.
لمزيد من المعلومات عن السلطان يمكن الرجوع إلى كتاب:
Hanfare Kadafo, Life History of Sultan Ali Mirah, AuthorHouse, 2013.
[2] مدرسة الجالية العربية كانت من أبرز المدارس العربية في أرتريا، وتبدأ من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، وقد قام بإنشائها التجار العرب -الحضارمة- في أرتريا. في عام 1942.
[3] بعد سنوات من وفاة سماحة المفتي، تزوج ابن السلطان، الأمير محمد علي مرح، من البنت الكبرى لسماحة المفتي، فاطمة – خريجة القانون من جامعة أسمرة -، في منتصف السبعينيات، ورزقا ببنتين وولد.
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!