زيارة أسفها ولد ميكائيل (ثاني رئيس للحكومة الأرترية) للمفتي ومادار بينهما

انتخب ‘الفيتوراري أسفها ولد ميكائيل’ رئيسا للحكومة من قبل الجمعية الأرترية في 9 أغسطس 1955م، خلفا ‘لتدلا بيروا’. وكان التصويت: 48 صوتا لصالحه 17 صوتا ضده مع امتناع إثنين. عقب الانتخاب زار الرئيس سماحة المفتي في منزله ودار بينهم عبر المترجم (الشيخ محمد صالح موسى) ماذكره المفتي فيما يلي:

 

“وقال لي رئيس الحكومة إنني بمناسبة اختيار الشعب لي رئيسا للحكومة الأرترية أتيت لزيارتكم لأؤكد لكم بأنني سأقوم بخدمة الشعب بإخلاص تام. ولا يخفى أن الشعوب بطبيعتها تكره حكم الأجانب، والسبب في ذلك أن الأجنبي يستولي على خيرات البلاد ويستأثرها لنفسه ولأقاربه وخلانه.

ثم سألني قائلا: إذا وجد بين الوطنيين من يسلك مسلك الأجنبي ماذا يفعل فيه؟

فقلت له: يزيلونه وبدلا عنه يأتون بمن يلتزم العدل من الوطنيين.

 ثم قال لي: إن الإنسان ضعيف بنفسه قوي بإخوانه وإني ربما أخطىء في بعض الأمور ويفوت مني البعض الأخر، لذا أنا لا أستغني عن إرشاداتكم ونصائحكم سواء كان ذلك في مسائل تتعلق بالدين أو في غيره، وذلك إما أن ترسلوا إلي .. لطلب الحضور عندكم وإما أن تحضروا إلي… وقد جئت هنا لزيارتكم ولأطلب منكم الدعاء والارشاد..

 فقلت له: إني أشكركم على هذه الزيارة وأهنئكم بالمنصب الجديد وأتمنى لكم التوفيق .. لخدمة الصالح العام، ولن نتأخر عن الإرشاد والنصح والدعاء لكم لأن ديننا يطلب منا عمل ذلك…..

وكل مايهمنا ويهم الشعب هو المحافظة على قرار الأمم المتحدة، ودستور أرتريا، وتطبيقهما نصا وروحا. وإنا نخشى أن يحدث التعدي على حقوق أرتريا، فالحاكم إن كان عادلا محافظا على الحقوق والقوانين تدعوا له الجوارح قبل الألسن.

 وإني لن أتأخر عن تقديم النصائح والإرشادات على قدر  استطاعتي والمدار على العمل، فإن ظهر عدلكم بين الناس جميعا ستجدون التأييد الكامل من الشعب.

 فقال لي: لاتخشوا من أن أضيع حقوق أرتريا ، ومن البعيد أن يعتقد فيّ تسليم حقي إلى غير أرتري لأكون خادما عنده!!

ثم ودعته إلى الباب .. بعد أن مكث الحديث بيننا مقدار نصف ساعة “.

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 + واحد =