الشيخ أحمد عبيد باحبيشي ، من رواد العمل الخيري في أرتريا

نقل مختصرا ومعدلا من كتابات سماحة المفتي.

ولد الشيخ أحمد عبيد باحبيشي بن أحمد بن عبدالله الحضرمي في يوم 11 نوفمبر 1902م.

* اشتغل بالتجارة في سن مبكرة ، وخلف والده في العمل التجاري إبتداءا من حوالي 1930م حتى صار من أبرز وأشهر تجار أرتريا.

 * في عام 1940م أختير عضوا في لجنة الأوقاف الإسلامية الأرترية ، ثم صار نائبا لرئيسها.

 * في عام 1951م أختير رئيسا للجالية العربية في أرتريا.

أعماله ومشاريعه الخيرية:

– في عام 1943م وبإرشاد من سماحة المفتي قام الشيخ أحمد باحبيشي مع إخوانه ببناء وتوسيع جامع أسمرة وجناحيه ، ودار الكتب العلمية ومسكن الطلاب ، والمعهد الديني الإسلامي بأسمرة الذي أفتتح رسميا في عام 1944م .

 – أصلح مع إخوانه وقف أخيه المرحوم محمد عبيد باحبيشي حول المقبرة الإسلامية في حزحز بأسمرة وجعلها مدرسة صالحة ونافعة للتدريس.

– قام بدور بارز في بناء وتوسيع دار الجالية العربية بأسمرة ، حيث سافر بعد حجته الأخيرة في عام 1378هجرية إلى مختلف الأقطار العربية كالحجاز ونجد والعراق وسوريا ولبنان ومصر لجمع التبرعات لإصلاح مقر الجالية العربية بأرتريا. وبفضل جهوده المباركة ومساعيه المتواصلة أصبحت دار الجالية العربية من أهم وأقوى المؤسسات التعليمية في البلاد.

– عرف بحب الخير والبذل في سبيل الشؤون الإجتماعية الإسلامية، وساهم بقسط وافر في إصلاح جوامع أرتريا كجامع عدي قيح ، ودقي محارى، وأغوردات وغيرها. وقد سهر لتقوية المؤسسات المذكورة ولم يدخر وسعا في ذلك ، وكان رحمه الله سباقا إلى المشاريع الخيرية، وواسطة إصلاح وتوفيق بين كل الطوائف… يحل مشكلاتهم مهما صعبت بحنكته وبصبره الطويل.

– كان له دور مشكور في تأسيس كبرى المكتبات الإسلامية في أرتريا ، حيث قام بطلب من سماحة المفتي بتزويد المكتبة بمجموعة من أمهات الكتب النادرة التي استقدمها من خارج القطر ودفع مقابلها مبالغ كبيرة لندرة تلك الكتب ونفاستها ، وقد صادرت الحكومة الأثيوبية من هذه الكتب النادرة كتاب ‘الإلمام بأخبار من ملك الحبشة من ملوك الإسلام’ للمقريزي.

صفاته:

يصفه المفتي ، وقد كان شريكه في العمل الخيري والإصلاحي:

‘وقد تعرف علىّ عقب رجوعي من مصر إلى أرتريا بعد أن سمع دروسي في الشؤون الدينية الإسلامية وتلهفي لتقوية مؤسساتها، ومثل ذلك الشعور كان موجودا في نفسه لميله الطبيعي إلى خدمة دينه وأبناء ملته، غير أنه لم يكن يجد مرشدا يرشده إلى طرق الخيرات التي يعمل فيها.

فلما وقف على أحوالي وما أدعو إليه إعتقد أنه وجد منشوده ، فكان له النفوذ المالي وقوة العمل لما له من الإرتباط والإختلاط مع الشعب ومختلف السكان ومعرفته لطبائعهم حيث كان مسموع الكلمة بينهم ومرجعا لقضاء حاجاتهم الدنيوية ، وأنا كان لي النفوذ الديني والعلمي والقضائي ، ولكن لم ينتفع قط أحدنا من نفوذ الآخر فيما يتعلق بالمنافع الدنيوية …. واستعمل كل منا نفوذه في خدمة الشؤون الدينية الإسلامية في ظرف عشرين سنة… وقد توفاه الله ، وكلانا على أتم الألفة والصداقة والإخلاص في العمل معا.’

وفاته:

في يوم الأربعاء 28 اكتوبر 1959م توفي فجأة الحاج أحمد عبيد باحبيشي في مدينة أسمرة. وقد شهد جنازته حشد كبير من الناس، وفي وسط إزدحام شديد صلى عليه صلاة الجنازة سماحة المفتي ودفن في مقره الأخير في مقبرة حزحز ، بجوار المدرسة الإسلامية الخيرية التي عمرها هو وإخوانه.

وكان لوفاته أسوأ الأثر في نفوس المسلمين خاصة وعلى كل الطوائف عامة. وقد نشرت جبهة العلماء الأرترية نعيه ، وألقيت كلمات في رثائه منها كلمة رئيس البعثة الأزهرية المصرية الشيخ محمد الدمرداش، ومحمد أحمد باجنيد سكرتير الجالية العربية.

 

يقول سماحة المفتي مبينا الفراغ الذي تركه الشيخ أحمد باحبيشي ‘ وقد كانت وفاته كارثة على الشؤون الإسلامية’ ثم يستطرد سماحته في بيان دور أسرة الباحبيشي في دعم العمل الخيري بكافة وجوهه ، وبالأخص الشيخ سالم باحبيشي فيقول  ‘واما من ناحية بذل المال للمؤسسات الدينية فقد خلفه شقيقه سالم أحمد عبيد باحبيشي ، فإنه قد صرف نفيس أمواله وأوقاته في هذه الخدمات الخيرية كسلفه.’ رحمهم الله أجمعين.

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 − اثنان =