قراءات: الأزهر ومشايخه عبر التاريخ

إهتم سماحة المفتي بتدوين ذكرياته في الأزهر الشريف، وصنف كتابا سماه: جلاء النظر بأخبار رواق الزيالعة ثم الجبرتي بالأزهر، جمع فيه بعض هذه الذكريات مضيفا إليها مايتعلق بالأزهر عموما وبرواق الجبرتة (والزيالعة) خصوصا من الأحداث المهمة والتفصيلات التاريخية.وفيما يلي نبذ منقولة من مؤلف المفتي – بتصرف – تحتوي على مقدمة سريعة عن الأزهر وقائمة بأسماء من تولى مشيخة الأزهر من العلماء عبر التاريخ مع شئ مما يتعلق بفترة ولايتهم (في الهامش). والتواريخ القديمة كلها بالهجري وقد أضفنا إليها التاريخ الميلادي حيث تيسر ذلك.

إنشاء وتأسيس الأزهر:

“في عام 357هـ الموافق حوالي عام 968م إنتهز المعز لدين الله – الخليفة الفاطمي الرابع – وفاة كافور الإخشيدي ملك مصر، فهاجم مصر بجيش جرار بقيادة عامله أبو الحسن جوهر إبن عبدالله الصقلي، فاستولى عليها، وأسس مدينة القاهرة، وفي ضمنها بنى جامع الأزهر الشريف في عام 359هـ. وبهذا يعتبر جامع الأزهر أقدم جوامع القاهرة*، وأبرز جامعة للعلوم الإسلامية في العالم بأسره. وكان القصد الرئيسي من بنائه إقامة الشعائر الدينية، ونشر مذهب الشيعة العلوية. وقد ذكر المقريزي أن أول من درس في الأزهر الفقه الفاطمي على مذهب الشيعة هو قاضي مصر أبو الحسن على إبن النعمان محمد إبن حيون، حيث جلس في شهر صفر سنة 365هـ بالجامع الأزهر وأملى فيه مختصر أبيه في الفقه عن أهل البيت، ويعرف هذا المختصر بالإقتصار. واستمر الحال على ذلك إلى سنة 378هـ، حيث رتب العزيز بالله نزار إبن الملك المعز لدين الله فيه المدرسين، واختار 35 عالما من الطبقة الأولى في المعارف الإسلامية .. وكان كبير العلماء فيهم أبو يعقوب قاضي الخندق. وفي يوم الجمعة كان هؤلاء العلماء يجتمعون في الأزهر ويتحلقون بعد الصلاة فيه،  لقراءة الفقه، ومدارسة علوم الحكمة، وعقائد الدين، وفنون الأدب …

وأول من وقف على الأزهر الأوقاف الحاكم بأمر الله العزيز بالله في القرن الرابع الهجري، ثم تبعه من جاء بعده إلى يومنا هذا؛ ولكل مصلحة من مصالحه وقف، كما أن لطلاب كل جهة أوقافا خاصة أو أوقافا عامة ….

ولم يكن للأزهر الشريف شيخ معلوم لإدارته منذ أن أنشئ إلى القرن الحادي عشر الهجري، وكان يتولى شؤونه الملوك والأمراء حتى اتسعت دائرته فاقتضى الحال أن يسند النظر إليه إلى أحد الكبار من مشايخه، وأول من عرف بولايته شيخا على الأزهر الشيخ أبو عبدالله الخرشي…

_________________________________________________

* “سبقت الأزهر جامعتان هما: جامعة الزيتونة بتونس، وجامعة القرويين بفاس. أما الأولى فقد أسسها حسان إبن نعمان الغساني …في سنة 79 هـ، وأتمها عبيد الله إبن الحبحاب والي أفريقيا من قبل هشام إبن عبدالملك سنة 114هـ… وأما الثانية فقد أسست في أيام حكومة الأدارسة التي حكمت المغرب إبتداءا من عام 170هـ الموافق 786م” -تعليق المفتي-

الأزهر ومشايخه عبر التاريخ:

  الإسم تاريخ الميلاد تاريخ تولي المشيخة تاريخ الوفاة المذهب الفقهي بعض مؤلفاته
1 أبو عبدالله الخرشي (نسبة إلى أبو خراش في مديرية البحيرة بمصر)     1101هـ (1690م) مالكي الشرحيين الكبير والصغير على مختصر خليل إبن إسحاق في المذهب المالكي، ورسالة في البسملة
2 محمد منير السمنودي[1] 1099هـ   1199هـ شافعي  
3 إبراهيم البرماوي (نسبة إلى برمة بلدة في المديرية الغربية بمصر)     1106هـ (1694م) شافعي حاشية على شرح الغاية لابن قاسم، وحاشية على شرح المنهج لشيح الإسلام زكريا الأنصاري
4 محمد النشرتي (نسبة إلى بلدة نشرة في المديرية الغربية بمصر)     1120هـ (1708م) مالكي  
5 عبد الباقي القليني (نسبة إلى قلين بلدة بالمديرية الغربية بمصر)[2]       مالكي  
6 محمد شنن الجداوي   1126هـ 1133هـ (1721م) مالكي  
7 إبراهيم إبن موسى الفيومي (نسبة إلى فيوم بمصر)     1137هـ (1725م) مالكي شرح على العزية في مجلدين في فقه مالك
8 عبدالله الشبراوي[3] 1092هـ 1137هـ 1171هـ (1757م) شافعي الإتحاف بحب الأشراف، وشرح الصدر بغزوة أهل بدر، وعنوان البيان وبستان الأذهان ومنائح الألطاف في مدائح الأشراف
9 محمد سالم الحفني (نسبة إلى حفنا في الشرقية)   1171هـ (1757م) 1185هـ شافعي حاشية على الجامع الصغير للأسيوطي ، ومؤلفات في الفرائض والعقائد
10 عبدالرؤف السجيني (نسبة إلى السجين قرية في المديرية الغربية بمصر)   1181هـ (1767م) 1182هـ    
11 أحمد عبد المنعم المنهوري المذاهبي 1101هـ 1182هـ (1768م) 1190هـ وقيل 1192هـ كان يكتب في توقيعه: الشافعي الحنفي المالكي الحنبلي شرح جوهر المكنون في علم البلاغة، ومنتهى الإرادات في تحقيق الإستعارات، ونهاية التعريف بأقسام الحديث الضعيف.
12 أحمد العروسي (نسبة إلى منية عروسي قرية من مركز أشمون بمديرية المنوفية) 1132هـ 1190هـ وقيل 1192هـ (1778م) 1208هـ شافعي شرح على نظم التنوير في إسقاط التدبير، وحاشية على الملوي على السمرقندية في علم البيان
13 عبدالله الشرقاوي 1150هـ 1208هـ (1793م) 1227هـ شافعي شرح على مختصرالزبيدي في الحديث، وحاشية على التحرير في فقه الشافعية
14 محمد الشنواني (نسبة إلى شنوان بلدة بإقليم المنوفية)   1227هـ (1812م) 1233هـ شافعي الشرح على مختصر إبن أبي جمرك في الحديث
15 محمد بن أحمد العروسي   1233هـ   شافعي  
16 أحمد الدمهوجي (نسبة إلى دمهوج مركز قويسنا)   1245هـ (1829م)   شافعي  
17 حسن بن محمد العطار حدود 1180هـ أو 1190هـ 1246هـ (1830م) 1250هـ شافعي حاشية على جمع الجوامع لابن السبكي في علم الأصول، وحاشية على الأزهرية في النحو، وحاشية على شرح مقولات السجاعي
18 حسن القويسني (نسبة إلى قويسنا)     1254هـ (1838م) شافعي شرح على متن السلم في المنطق
19 أحمد عبدالجواد الشهير بالصائم السفطي (نسبة إلى أسفط العرفاء قرية في مديرية المنيا)   1254هـ (1838م) 1263هـ شافعي  
20 إبراهيم الباجوري (نسبة إلى الباجور قرية بمديرية المنوفية)[4] 1198هـ 1264هـ (1848م) 1277هـ شافعي تأليفات عديدة تنوف على 20 مؤلفا
21 مصطفى بن محمد العروسي 1213هـ 1281هـ (1864م) 1293هـ شافعي شرح على الرسالة القشيرية، وكشف وتقييد معاني أدعية سيد الأمة، والأنوار البهية في أحقية مذهب الشافعية
22 محمد بن أحمد العباسي[5] 1243هـ 1287هـ (1870م) 1315هـ حنفي الفتاوى المهدية في فقه الحنفية (في 7 مجلدات ضخمة)
23 محمد بن محمد بن حسن الإنبابي (نسبة إلى أمبابة قرية بضواحي القاهرة) 1240هـ 1299هـ (لأول مرة) 1304هـ للمرة الثانية 1313هـ شافعي له مؤلفات عديدة في غاية النفاسة
24 حسونة بن عبدلله النواوي (نسبة إلى أبي نوى قرية من أعمال أسيوط)[6] 1255هـ 1313هـ (المرة الأولى) 1324 (الثانية) 1343هـ حنفي  
25 عبدالرحمن القطب النواوي 1255هـ 1317هـ (1900م) (شهرا واحدا) 1317هـ حنفي  
26 سليم بن مطر البشري (نسبة إلى محلة بشر إحدى قرى مركز البحيرة)   1317هـ مرة أولى 1327هـ مرة ثانية 1335هـ مالكي  
27 علي بن محمد الببلاوي (نسبة إلى ببلاء بلدة في مديرية أسيوط)   1320هـ 1323هـ (1905م) مالكي  
28 عبدالرحمن الشربيني   1323هـ 1326هـ (1908م) شافعي (وأظنه) صاحب التقرير على حاشية البناني على جمع الجوامع لابن السبكي
29 محمد أبو الفضل الجيزاوي الوراق[7]   1335هـ (1917م) 1346هـ مالكي الطراز الحديث في مصطلح الحديث
30 مصطفى المراغي (نسبة إلى مراغة بلدة في مديرية جورجا)[8]   1346هـ (أول مرة) 1354 (مرة ثانية) 1364هـ (1945م) حنفي  
31 محمد أحمد الظواهري[9] 1296هـ 1347هـ (1929م) 1363هـ (1944م) شافعي له رسالة في العلم والعلماء
32 مصطفى عبدالرازق بن حسن باشا[10] 1304هـ 1364هـ (1945م) 1366هـ شافعي  
33 محمد مأمون الشناوي[11] 1295هـ 1367هـ (1948م) 1369هـ حنفي  
34 عبد المجيد سليم   1369هـ (1950م) المرة الأولى 1371هـ حنفي  
35 إبراهيم حمروش   1370هـ      
36 محمد الخضر الحسين (التونسي)[12] 1293هـ 1374هـ (1952م) 1377هـ مالكي رسائل الإصلاح، والرد على كتاب أصول الإسلام لعلي عبد الرازق، والرد على كتاب نقض الشعر الجاهلي لطه حسين
37 عبدالرحمن تاج الأسيوطي 1313هـ (1954) 1373هـ   حنفي المذاهب التي نشأت في الإسلام (موضوع رسالة دكتوراة من جامعة السربون)، والسياسة الشرعية والفقه الإسلامي
38 محمود شلتوت البحيري[13] 1310هـ (1958م) 1378هـ 1383هـ (1963م) حنفي تفسير القرآن –الأجزاء العشرة الأولى، الإسلام عقيدة وشريعة، المسئولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية وغيرها

تكملة القائمة (محرر الموقع):
39 – الشيخ حسن مأمون 1963 – 1969
40 – الدكتور محمد الفحام 1969 – 1973
41 – الدكتور عبد الحليم محمود 1973 – 1978
42 – الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار 1978 – 1982
43 – الشيخ جاد الحق علي جاد الحق 1982 – 1996
44 – الدكتور محمد سيد طنطاوي 1996 – 2010

45 – الشيخ أحمد الطيب 2010 –

______________________________________________

تعليقات سماحة المفتي:

[1] “هذا الشيخ ذكره محمد خليل المرادي في كتابه سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر وقال بأنه أول من إنتزع مشيخة الأزهر من المالكية ولم يذكر تاريخ توليته ولم أرى أحدا ذكره غيره في عداد من تولى مشيخة الأزهر فعملا بما ذكر وضعته بعد الخرشي فليحرر”
[2] “ولم أقف على تاريخ توليته ولا على تاريخ وفاته بالضبط”
[3] “وصار لأهل العلم في مدته رفعة مقام ومهابة عند الخاص والعام وأقبلت عليه العلماء وهادوه بأنفس ماعندهم”
[4] “وحصلت في أيامه حوادث كثيرة وأخيرا قد كبر سنه وضعف عن العمل فأقيم بالنيابة عنه أربع وكلاء من العلماء يقومون بأعمال الإدارة …….. وبقي الأزهر بعده بلا شيخ حوالي ثلاثة سنوات تحت مسؤلية الوكلاء الأربعة”
[5] “وهو أول من تولى من السادة الحنفية مشيخة الأزهر وأول من تولى منصب الإفتاء في مصر وقبل ذلك كان الإفتاء من مهام شيخ الأزهر ثم استقال أو عزل عن المشيخة والإفتاء معا بطلب من العرابيين في محرم 1299هـ، وبعد إنقضاء الثورة العرابية أعيد الشيخ إليهما في 18 ذي القعدة 1299هـ ثم إستقال عن مشيخة الأزهر والإفتاء في سنة 1304هـ ثم أعيد إلى الإفتاء فقط وبقي فيها إلى أن توفي..”
[6] “وهو ثاني من جمع بين الإفتاء والمشيخة من الحنفية ……….. وفي أيامه أسست دار الكتب الأزهرية في عام 1314هـ وخصصت لها مدرستان الإبتغاوية والطبرية”
[7] “وبعد وفاته بقي الأزهر بلا شيخ سنة إلا 16 يوما …”
[8] “وقد أجريت في عهده عدة إصلاحات للأزهر، وفي أيامه ضاقت على الطلبة الأغراب كل سبل المعيشة …. وقطعت عنهم الجرايات التي كانوا يتناولونها قبل ذلك يوميا”
[9] “وبعد استقالة المراغي عين شيخا للأزهر في عام 1347هـ الموافق 1929هـ وظل فيها إلى أن قامت فتنة هوجاء ضده من قبل الطلبة أدت إلى إستقالته في عام 1354هـ الموافق 1935هـ”
[10] “التحق بالأزهر الشريف وتخرج منه في عام 1906م ……….سافر إلى فرنسا والتحق بجامعة السربون ………أختير في سنة 1938م وزيرا للأوقاف وتولاها بعد ذلك عدة مرات…….وعند إرادة تعيينه حصل إشكال نتيجة لعدم توفر الشروط المطلوبة لمن يكون شيخا للأزهر فيه، فاضطرت حكومة النقراشي إلى تعديل مادة (9) من قانون الأزهر وبعد ذلك تم تعيينه…………. وقد أدى هذا إلى إستقالة بعض كبار علماء الأزهر إحتجاجا على ذلك وهم: الشيخ مأمون الشناوي .. والشيخ إبراهيم حمروش …وكان يحمل لقب باشا وبعد توليته شيخا للأزهر طلب إعفائه من ذلك اللقب لكونه لقبا مدنيا … فأجيب إلى طلبه”
[11] “وفي أيامه إستقرت حالة الأزهر بعد أن كانت الإضطراب سائدة فيه واتسعت ميزانيته وصار تعليم الدين الإسلامي مادة أساسية في مدارس الحكومة المصرية ……..واتسعت في أيامه رسالة الأزهر وأوفد بعوثا إلى مختلف الأقطار الإسلامية لنشر الدين كأرتريا، والحجاز، والشام، ولبنان، والعراق، والكويت، والسودان، وجوبا، والفلبين، والباكستان، والهند، والملايو، وأندونيسيا، وأفريقيا الجنوبية، والمغرب، والجزائر ……………وكان من أجل شيوخ الدين بلا نزاع وكثير التلاوة لكتاب الله “
[12] “تخرج من جامعة الزيتونة بتونس وتولى القضاء هناك وكان يدير صحيفة تسمى مجلة السعادة وحصل نزاع بينه وبين الحكومة الفرنسية المستعمرة لبلاده واتهمته بالخيانة وأصدرت عليه حكما بالإعدام ففر الى الشام … ثم إنتقل إلى مصر واستقر فيها وامتحن أمام العلماء بمصر فنجح وأعطيت له الشهادة العلمية …………… ثم إختارته حكومة محمد نجيب شيخا للأزهر وعمره 78 عاما … لكونه بعيدا عن أي علاقة مع الملك فاروق …”
[13] “وأدخل في الأزهر اللغات الأجنبية وفقه الشيعة ومناهج الدراسة إلى جانب المذاهب الأربعة للتقريب بين جماعات المسلمين….وكان رحمه الله صاحب نشاط كبير في مختلف النواحي ومحبا للتطور والفكر، وكان صاحب رأى مطلق وميالا إلى الإجتهاد دون تقيد بأي مذهب ولا بأي إمام من الأئمة..”

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − 2 =