كلمة المفتي الاحتجاجية أمام الإمبراطور (هيلى سلاسى) في حفلة عيد الفطر1967م

ألقى سماحة المفتي هذه الكلمة في أجواء توتر شديد بينه وبين الحكومة المحلية وذلك من جراء تدخلها في شؤون المسلمين القضائية والشرعية، وإهانة وطرد رئيس البعثة الأزهرية فضيلة الشيخ محمد الدمرداش، وتعيين من رفضهم المفتي ممن لايحملون الكفاءات العلمية من عملاء الحكومة في مناصب القضاء الشرعي وغيرها من أمور كثيرة سبق للمفتي الاحتجاج عليها. ولم يكن من المقبول في عرف الإمبراطور وأعوانه الذين اعتادوا كلمات الثناء والتزلف والمديح،  كلمة فيها هذه الجرأة.

 

حضرة صاحب الجلالة

يحتفل المسلمون في هذا اليوم بالذكرى الخامسة والثمانين بعد الألف والثلاثمائة بعيد الفطر ، ومن حسن الصدفة الميمونة أن تجد هذه الذكرى رعايتكم السامية ….

 وحيث أن جلالتكم تكلفتم مشاق السفر وشرفتم هذه المنطقة لتفقد أحوالها الدينية والدنيوية، يطيب لي أن أعرض عليكم شيئا من متعلقات الإدارة الدينية الإسلامية:

 1- أشكر جلالتكم على تفقدكم الكريم لشؤونها في كل مناسبة، وفي الأيام القريبة فإن حضرة صاحب السمو راس أسراتى كاسا قد زار المركز الإسلامي بأسمرة وبإسم جلالتكم قد تبرع بثمانية آلاف دولار للمعهد الديني الإسلامي ودار الكتب التابعة له، مع إعفاء كتبه من الضريبة الجمركية.

 2- جامع كرن الذي نال لفتة جلالتكم منذ عشر سنوات معلق إلى هذا اليوم بدون نفاذ المبلغ المخصص له ( أربعين ألف وتسعمائة وتسعين دولار…).

 3- كان من مختصات مفتي أرتريا إختيار المديرين للإدارة الدينية الإسلامية كأسلافه المفتين في القطر وكأمثاله من رؤساء الملل الأخرى، ولكن أخيرا قد حصل فيها التدخل من غير المسلمين مرات عديدة لأول مرة في التاريخ، مما أدى إلى إدخال مديرين عديمي الكفاءة الذين يعتبرون مضرة على العدل ومعرة على الإدارة الدينية وعلى السلطة الحاكمة. وعندي شكاوى في هذا الموضوع، وآ خرها مرفوعة منذ وقت قريب إلى صاحب السمو حاكم عام أرتريا راس اسراتى كاسا ونسخة منها ها أنا أقدمها إلى جلالتكم الآن لتكونوا على علم بالموضوع.

  وإني أعتقد أن القوانين الأثيوبية لا تسمح بمثل هذا التدخل، والمهم في الموضوع التنفيذ العملي لها ولا يكفي وجودها المجرد. وبسبب هذا التدخل تسير هذه الإدارة تدريجيا من ضعف إلى ضعف وأنتم لا ترضون بذلك، ولي الأمل أن نجد الإنصاف من جلالتكم بمنع هذا التدخل بتاتا كما كان الحال سابقا، داعين الله جل شأنه أن يبارك لنا في جميع شؤوننا …….

 أسمرة غرة شوال 1386هجرية ، 12 يناير 1967م

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 + تسعة عشر =